ذكر العطر على لسان الرسول صلى الله عليه وسلم في العديد من المواضع من حيث العطر بالنسبة إلى الرجال ومن حيث حرمانية العطر بالنسبة إلى النساء وما هو حكم ذلك.
وحديث الرسول عن العطر شيء يرغب البعض بالتعرف عليه، ولهذا إليكم كل الأحاديث التي جاء فيها العطر على لسان الرسول صلى الله عليه وسلم.
حديث الرسول عن العطر
الأحاديث التي ذكر فيها العطر تعتبر كثيرة، منها الأحاديث التي تحرم وضع العطر بالنسبة للنساء ومنها الأحاديث التي تحبب وضع العطر بالنسبة للرجال وبالنسبة للنساء ولكن بشرط إلا يشمه احد، وفي العموم اليكم كل الأحاديث.
- روى أنس بن مالك رضي الله عنه قال: (ما شممتُ عنبرًا قطُّ، ولا مسكاً ولا شيئاً أطيبَ من ريحِ رسول الله صلى الله عليه وسلم) رواه مسلم
- ما رواه الطبراني وصححه الألباني عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أيما امرأة استعطرت فمرت على قوم ليجدوا من ريحها فهي زانية). وقوله صلى الله عليه وسلم: (فَهِيَ زَانِيَة)
- عن أبي ذر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (منِ اغتسل يومَ الجمعة فأحسنَ الغُسْل، وتطهَّر فأحسَنَ الطُّهور، ولبِسَ مِنْ أحسن ثيابه، ومَسَّ مَا كتَبَ الله له مِنْ طيبِ أوْ دُهْنِ أهله، ثُمَّ أتى المسجد، فلم يَلْغُ، ولم يُفَرِّقْ بينَ اثنينِ، غفر الله له ما بينه وبين الجمعة الأُخْرى) رواه الطبراني.
- عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم: (كان يحب الطيب، ويأمر به)
- عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: (حُبِّبَ إليّ من دنياكم: النساء، والطيب، وجعلت قرة عيني في الصلاة) رواه النسائي
- عن أنس رضي الله عنه قال: (كانت للنبي صلى الله عليه وسلم سُكَّةٌ يتطيَّبُ منْها) رواه أبو داود. (سُكَّةٌ) بضم السين المهملة وتشديد الكاف: نوع من الطيب عزيز
- عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (مَن عُرِضَ علَيهِ طيبٌ فلا يرُدَّهُ، فإنَّهُ طيِّبُ الرِّيح، خفيفُ المَحمل) رواه أبو داود، وصححه الألباني، وفي رواية مسلم: (من عُرِض عليه ريحان فلا يرده، فإنه خفيف المحمل طيب الريح)
- عن زينب الثقفية رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إذا خرجَتْ إحداكنّ إلى المسجدِ فلا تقربنّ طيباً) رواه مسلم
- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أيما امرأة أصابت بخوراً فلا تشهد معنا العشاء الآخرة) رواه مسلم.
وبالنسبة إلى أقوال أهل العلم عن الأحاديث السابقة، وعن العطور في العموم، فكانت أقوال كثيرة جدا منها تعليقات على بعض الأحاديث وشروحات ومنها ما قيل في العموم كما يلي.
- قال ابن القيم عن حديث الرسول عن الطيب الذي ذكرنا اعلاه: “لما كانت الرائحة الطيبة غذاء الروح، والروح مطيةُ القوى، والقوى تزداد بالطيب، وهو ينفع الدماغ والقلب، وسائر الأعضاء الباطنية، ويُفرح القلب، ويسرُّ النفس، ويبسُط الروح، وهو أصدق شيءٍ للروح، وأشدُّ مُلاءمةً لها، وبينه وبين الروح الطيبة نسبة قريبة، كان أحد المحبوبين من الدُّنيا إلى أطيب الطَّيبين صلوات الله عليه وسلامه
- وقال النيسابوري في شرح لحديث مما سبق عن حديث ذكر فيه العطر والدنيا “مراده صلى الله عليه وسلم أن يفهم السامع أن ما حُبِّب إليه من أمور الدنيا ليس يلهيه عن أمور الآخرة وطلبها، فأشار إلى أن الصلاة -المتضمنة لمناجاته ربه- تسمو على ما حبب إليه من أمور الدنيا، فهي تشغله عن ذلك، لا أن الصلاة مما حبب إليه من أمور الدنيا فتأمل”
- قال النووي في الحديث عن تهادي العطر “وفي هذا الحديث: كراهة رد الريحان لمن عُرِض عليه إلا لعذر” وايضا جاء وقال ابن العربي: “إنما كان لا يردُّ الطيب لمحبته فيه، ولحاجته إليه أكثر من غيره، لأنه يُناجي مَنْ لا نُناجي، وأما نهيه عن رد الطيب فهو محمول على ما يجوز أخذه لا على ما لا يجوز أخذه، لأنه مردود بأصل الشرع”.
- قال المناوي في الحديث عن المرأة التي تضع العطر “أما التطيب والتزين للزوج فمطلوب محبوب، قال بعض الكبراء: تزيُّنُ المرأة وتطيُّبُها لزوجها من أقوى أسباب المحبة والألفة بينهما، وعدم الكراهة والنفرة؛ لأن العين رائد القلب، فإذا استحسنت منظراً أوصلته إلى القلب فحصلت المحبة، وإذا نظرت منظراً بشعاً أو ما لا يعجبها من زي أو لباس تلقيه إلى القلب، فتحصل الكراهة والنفرة، ولهذا كان من وصايا نساء العرب لبعضهن: إياك أن تقع عين زوجك على شئ لا يستملحه، أو يشم منك ما يستقبحه”
- قال المناوي عن الحديث أن المرأة التي تضع العطر زانية “(أيما امرأة استعطرت) استعملت العطر، أي الطِّيبِ الظاهر ريحه في بدنها أو ملبوسها، (فمرت على قوم) الرجال (ليجدوا) أي لأجل أن يشموا (ريحها) أي: ريح عطرها، (فهي زانية) أي: هي بسبب ذلك متعرضة للزنا، ساعية في أسبابه، داعية إلى طلابه، فسُمِّيت لذلك زانية مجازاً”
- قال الإمام هُبَيْرَة الشيبانيّ هو الآخر عن حديث العطر للنساء الذين يخرجون على الرجال “في هذا الحديث كراهية الطيب للنساء اللاتي يشهدن الجماعة، فإذا خالفت امرأة وتطيبت، فلا تشهد الجماعة حتى يذهب ريح الطيب، وهذا لأنه يوجب الالتفات إليها ويثير الشهوة”
لقدر أكبر من الفائدة، نرشح لكم قراءة هذا المقال المميز: حديث الرسول عن البخور
حديث العطر والزنا ضعيف
من اشهر الاحاديث التي يفهمها الكثيرون على نحو خاطئ هو حديث الذي جاء فيه أن المرأة التي تضع العطور وتخرج على الرجال فهي زانيه ولكن لم يقصد الرسول صلى الله عليه وسلم أنها زانية بالمعنى الفعلي، ولكن هذا مجازا.
وفي ذلك قال المناوي ” لأنها هيجت شهوة الرجال بعطرها وحملتهم على النظر إليها، ومن نظر إليها فقد زنى بعينه فهي سبب زنا العين فهي آثمة.”
والحديث لا يعتبر ضعيفا حيث جاء في حديث غيره فقد روى النسائي عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ـ رضي الله عنه ـ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِذَا خَرَجَتْ الْمَرْأَةُ إِلَى الْمَسْجِدِ فَلْتَغْتَسِلْ مِنْ الطِّيبِ كَمَا تَغْتَسِلُ مِنْ الْجَنَابَةِ.
ولكن يجب الأخذ بعين الاعتبار أن الغسل السابق ليس المقصود به الغسل من الجنابة، ولكن الغسل حتى تذهب الريح ليس إلا، وهذا لا يعني أن المرأة زانية فعليا، وهي تحقق فيها عقوبة الزنا ولكن كل ذلك مجازا في الفعل نفسه والاثم وليس في أنها بالفعل مثل الزنا العام.
وفي التعليق على ما سبق قال القاري: “حتى تغتسل غسلها أي مثل غسلها من الجنابة بأن تعم جميع بدنها بالماء إن كانت طيبت جميع بدنها ليزول عنها الطيب، وأما إذا أصاب موضعا مخصوصا فتغسل ذلك الموضع، وإن طيبت ثيابها تبدل تلك الثياب أو تزيله، وهذا إذا أرادت الخروج وإلا فلا.”
كما نرشح لكم المزيد من المقالات المشابهة للقراءة والاستفادة منها: تجربتي في تجارة العطور
دليل من القرآن على تحريم العطر للنساء
الأدلة التي جاءت في تحريم العطور بالنسبة للنساء لم تكن في القرآن الكريم، بل كانت على لسان الرسول صلى الله عليه وسلم، ولكن يجب العلم أن بعض النساء يفهمون فكرة العطور بشكل الخاطئ ويعتقدون أن العطر محرم على النساء ولكنه ليس محرما إلا في حالات معينة. وفي العموم يمكن فهم ذلك من سياق الأحاديث التالية.
- عن أبي موسى الأشعري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أيما امرأة استعطرت فمرت على قوم ليجدوا من ريحها فهي زانية.
- عن زينب الثقفية أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إذا خرجت إحداكن إلى المسجد فلا تقربنّ طيبا . أخرجهما النسائي.
- عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أيما امرأة أصابت بخورا فلا تشهد معنا العشاء الآخرة. رواه مسلم.
- عن موسى بن يسار عن أبي هريرة: أن امرأة مرت به تعصف ريحها فقال: يا أمة الجبار المسجد تريدين؟ قالت: نعم، قال: وله تطيبت ؟ قالت: نعم، قال: فارجعي فاغتسلي فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ما من امرأة تخرج إلى المسجد تعصف ريحها فيقبل الله منها صلاة حتى ترجع إلى بيتها فتغتسل . أخرجه أبو داود وابن ماجه, وسبب المنع منه واضح وهو ما فيه من تحريك داعية الشهوة.
ونستخلص فيما سبق أن المرأة يمكنها أن تضع ما تشاء من العطور طالما أنها لن تخرج على الرجال الأجانب عنها حتى لا تسبب إثارة الشهوة كما يجب الأخذ بعين الاعتبار أن الحديث لا يقصد به أنها زانية فعليا، ولكن هذا كان مجازا لأن عقوبة الزنا الفعل تختلف تماما عن إثم هذا الأمر.
كما جاء في بعض الاقوال الأخرى وفق بعض المصادر أن العطور التي تنطبق عليها الحرمانية السابقة أنها محرمة لخروج المرأة هي العطر النفاذة جدا التي تكون ملحوظة والتي تكون مثيرة، وأما العطور الغير نفاذة والبسيطة قد لا تقع فيها حرمانية الأحاديث، ولكن هذه الجزئية فيها بعض الخلاف ويرجى الحصول على استشارة من اهل العلم فيها.
ومن خلال موقعكم المميز تدوينات، نرشح لكم المقال التالي للقراءة: حديث الرسول عن العسل
أسئلة طرحها الآخرون
هناك العديد من الأسئلة الأخرى التي طرحت بواسطة الآخرين والتي تعتبر متعلقة بعنوان المقال حديث الرسول عن العطر، واليكم الإجابات على هذه الاسئلة المهمة للاستفادة منها.
- ماذا قال الرسول عن العطور؟ قال الرسول صلى الله عليه وسلم اشياء كثيرة عن العطور مثل التي سبق ذكرها في هذا الإطار ولكن الإطار الأشهر في ذكر العطور هو حرمانيتها للمرأة التي تضع العطور النفاذة وتخرج على الرجال الأجانب.
- هل حديث تعطر المرأة صحيح؟ الحديث صحيح ولكن يجب العلم أن النساء يفهمون الحديث بشكل خاطئ لأن المرأة إذا كانت سوف تخرج على النساء أخريات او كانت لن تخرج أو كانت لن تشم احدا رائحتها فهي ليس محرما وضع العطور لها ولكن الحرمانية في خروجها على الأجانب كما ذكرنا.
- اية قرانية عن العطر؟ لم يأتي حرمانية العطور في القرآن الكريم ولكن جاء ذكر العطور في الآية 26 في سورة المطففين “خِتَامُهُ مِسْكٌ وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ”
- ما هو حكم المرأة التي تضع العطر؟ كلمة زانية التي تطلق على المرأة التي تضع العطر ليس مقصود بها الزنا الفعلي ولكن هذا كان مجازا فقط وفي العموم العطور للمرأة ليست محترمة طالما أنها لا تخرج على رجال أجانب.
- لماذا حرم الله العطر على النساء؟ تم تحريم العطر على النساء الذين يخرجون على الأجانب، لان هذا يلفت انتباه الكثير من الرجال ويثير شهوتهم مما قد يحرك شهوة الرجل وشهوة المرأة وقد يوقعها في الكثير من المشاكل أو المضايقات أو حتى الوقوع في الزنا لا قدر الله.
- هل كان الرسول يحب العطر؟ كان الرسول صلى الله عليه وسلم يحب العطور كثيرا حتى أنه كان معروفا برائحته الطيبة.
- ما هو نوع عطر النبي؟ لم يأتي ذكر عطر معين كان يستعمله الرسول صلى الله عليه وسلم وهذا في الصحيحين عن عائشة “كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَشْتَدُّ عَلَيْهِ أَنْ يُوجَدَ مِنْهُ الرِّيحُ؛ (يعني غير الطيب، كما ذكر الشراح). وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يتعطر بأنواع من العطر لا بنوع واحد”
كما نرشح لكم المزيد من المقالات المشابهة للقراءة والاستفادة منها: حديث الرسول عن العزاء
ملخص مقال حديث الرسول عن العطر
ذكرت العطور على لسان الرسول صلى الله عليه وسلم في مواضع كثيرة لأنه كان يحب العطور وكان يأمر الآخرين بالتعطر وكان معروفا عليه الصلاة والسلام برائحته الطيبة التي يلاحظها الجميع وكل من يسلم عليه.
والحكم السابق هو يشمل الرجال وأما بالنسبة إلى حكم النساء فإن العطور ليست محرمة إلا في حالة معينة وهي خروج المرأة على الرجال الأجانب وهي تضع العطور النفاذة ولكن إذا كانت المرأة تضع العطر في المنزل أو تخرج على مخارج النساء وتضع العطور لزوجها فهذا ليس محرما بالطبع.
وبعد الانتهاء من قرأه مقال حديث الرسول عن العطر ، نقترح عليكم أيضًا الاطلاع على المزيد من المقالات الإضافية لفائدة أكبر بكثير: حديث الرسول عن البطيخ للحامل