حديث الرسول عن العزاء

يمكن تعريف العزاء باختصار شديد أنه نوع من أنواع التعبير عن الحزن والتعاطف مع الشخص الذي يعاني من آلام نتيجة حالة وفاة وفقدان شخص عزيز عليه، كما يمكن استعمال مصطلح العزاء في حالة الموت وفي بعض الحالات الأخرى عند التعرض إلى مشكلة أو مصيبة في العموم لشخص ما.

وذكر العزاء على لسان الرسول صلى الله عليه وسلم في بعض المواضع، وفي هذا الموضوع نتعرف على حديث الرسول عن العزاء وكل ما جاء عن ذكر العزاء.

حديث الرسول عن العزاء

ان أغلب الاشخاص الذين يبحثون عن حديث الرسول صلى الله عليه وسلم عن العزاء، هم أولئك الذين يريدون معرفة حقيقة استحباب التعزية لمدة ثلاثة أيام وفقا لما هو متداول، وفي العموم أن العزاء ذكر على لسان الرسول صلى الله عليه وسلم في بعض المواضع وهي.

  • يقول فيه النبي صلى الله عليه وسلم: «لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر أن تحد على ميت فوق ثلاث، إلا على زوج أربعة أشهر وعشرًا». متفق عليه.
  • حديث أبي سعيد الخدريّ قالت النّساء للنبيّ: غلبنا عليك الرّجال، فاجعل لنا يوماً من نفسك، فوعدهنّ يوماً لقيهن فيه فوعظهنّ، وأمرهنّ، فكان فيما قال لهن: ما منكن امرأة تقدّم ثلاثة من ولدها إلا كان لها حجاباً من النار فقالت امرأة: واثنتين فقال: واثنتين” ويقال لمن فقد ولداً من أولاده: “يا فلان أيُما كان أحبّ إليك أن تمتَّع به عمرك؟ أو لا تأتي غداً إلى بابٍ من أبواب الجنة إلا وقد وجدته قد سبقك إليه يفتح لك”.
  • حديث قرّة بن إياس المزني قال: كان النبيّ إذا جلس يجلس إليه نفر من أصحابه، وفيهم رجل له ابن صغير يأتيه من خلف ظهره فيقعده بين يديه، فهلك فامتنع الرجل أن يحضر الحلقة لذكر ابنه، فحزن عليه، ففقده النبي فقال “مالي لا أرى فلاناً؟ قالوا: يا رسول الله بُنيَّه الذي رأيته هلك، فلقيه النبي فسأله عن بُنيَّه؟ فأخبره أنّه هلك فعزاه عليه ثم قال “يا فلان أيما كان أحبّ إليك أن تمتَّع به عمرك؟ أو لا تأتي غداً إلى باب من أبواب الجنة إلا وقد وجدته قد سبقك إليه يفتح لك، قال: يا نبيّ الله بل يسبقني إلى باب الجنة فيفتحها لي؛ أحب إليّ، قال: فذاك لك”.
  • حديث عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( أَنَّهَا كَانَتْ إِذَا مَاتَ الْمَيِّتُ مِنْ أَهْلِهَا فَاجْتَمَعَ لِذَلِكَ النِّسَاءُ ، ثُمَّ تَفَرَّقْنَ إِلَّا أَهْلَهَا وَخَاصَّتَهَا ، أَمَرَتْ بِبُرْمَةٍ مِنْ تَلْبِينَةٍ فَطُبِخَتْ ، ثُمَّ صُنِعَ ثَرِيدٌ فَصُبَّتْ التَّلْبِينَةُ عَلَيْهَا ، ثُمَّ قَالَتْ : كُلْنَ مِنْهَا ، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : ( التَّلْبِينَةُ مُجِمَّةٌ لِفُؤَادِ الْمَرِيضِ ، تَذْهَبُ بِبَعْضِ الْحُزْنِ). رواه البخاري (5417) ، ومسلم (3216). [ التلبينة : هي حساء يعمل من دقيق ونخالة ، وربما جعل معه عسل ، وسميت به تشبيها باللبن ، لبياضها ورقتها].

وإذا كان هناك رغبة في التعرف على المزيد عما يخص العزاء وعما يخص الأفعال التي تقام فيه من حيث ما قال أهل العلم فهي كما التالي.

  • أثر جرير بن عبد الله قَالَ : ( كُنَّا نَعُدُّ الِاجْتِمَاعَ إِلَى أَهْلِ الْمَيِّتِ ، وَصَنِيعَةَ الطَّعَامِ بَعْدَ دَفْنِهِ : مِنْ النِّيَاحَةِ ). رواه أحمد (6866) ، وابن ماجه (1612) .
  • قال الإمام الشافعي: ” وَأَكْرَهُ الْمَأْتَمَ ، وَهِيَ الْجَمَاعَةُ ، وَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُمْ بُكَاءٌ ، فَإِنَّ ذَلِكَ يُجَدِّدُ الْحُزْنَ ، وَيُكَلِّفُ الْمُؤْنَةَ مَعَ مَا مَضَى فِيهِ مِنْ الْأَثَرِ” .
  • قال النووي : ” أَمَّا الْجُلُوسُ لِلتَّعْزِيَةِ ، فَنَصَّ الشَّافِعِيُّ وَالْمُصَنِّفُ وَسَائِرُ الْأَصْحَابِ عَلَى كَرَاهَتِهِ … قَالُوا : بَلْ يَنْبَغِي أَنْ يَنْصَرِفُوا فِي حَوَائِجِهِمْ ، فَمَنْ صَادَفَهُمْ عَزَّاهُمْ ، وَلَا فَرْقَ بَيْنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ فِي كَرَاهَةِ الجلوس لها …” .
  • وقال المرداوي : “وَيُكْرَهُ الْجُلُوسُ لَهَا ، هَذَا الْمَذْهَبُ ، وَعَلَيْهِ أَكْثَرُ الْأَصْحَابِ ، وَنَصَّ عَلَيْهِ ” ، انتهى من ” الإنصاف” (2/ 565).
  • وقال أبو بكر الطُرطوشي : ” قال علماؤنَا المالكيون : التصدي للعزاء بدعةٌ ومكروه ، فأَما إن قعد في بيته أَو في المسجد محزوناً من غير أن يتصدى للعزاء ؛ فلا بأس به ، فإنه لما جاء النبي صلى الله عليه وسلم نعيُّ جعفر ؛ جلس في المسجد محزوناً ، وعزاه الناس”. انتهى من “الحوادث والبدع” (ص:170).
  • يفتي الشيخ ابن عثيمين رحمه الله حيث يقول : ” بالنسبة لأهل الميت لا يشرع لهم الاجتماع في البيت وتلقي المعزين ؛ لأن هذا عدَّه بعض السلف من النياحة ، وإنما يغلقون البيت ، ومَن صادفهم في السوق أو في المسجد عزَّاهم ” انتهى من “مجموع الفتاوى” (17/ 103) .
  • قال المرداوي : ” وَعَنْهُ : الرُّخْصَةُ فِيهِ ؛ لِأَنَّهُ عَزَّى وَجَلَسَ ، قَالَ الْخَلَّالُ : سَهَّلَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ فِي الْجُلُوسِ إلَيْهِمْ فِي غَيْرِ مَوْضِعٍ …، وَعَنْهُ : الرُّخْصَةُ لِأَهْلِ الْمَيِّتِ ، نَقَلَهُ حَنْبَلٌ وَاخْتَارَهُ الْمَجْدُ [ ابن تيمية ] .
  • وعَنْ أَبِي وَائِلٍ قَالَ : ” لَمَّا مَاتَ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ اجْتَمَعَنْ نِسْوَةُ بَنِي الْمُغِيرَةِ يَبْكِينَ عَلَيْهِ ، فَقِيلَ لِعُمَرَ: أَرْسِلْ إلَيْهِنَّ فَانْهَهُنَّ ، لاَ يَبْلُغُك عَنْهُنَّ شَيْءٌ تَكْرَهُهُ .
  • فَقَالَ عُمَرُ : ” وَمَا عَلَيْهِنَّ أَنْ يُهْرِقْنَ مِنْ دُمُوعِهِنَّ عَلَى أَبِي سُلَيْمَانَ ، مَا لَمْ يَكُنْ نَقْعٌ ، أَوْ لَقْلَقَةٌ “. رواه ابن أبي شيبة في “المصنف” (3/ 290) ، وعبد الرزاق الصنعاني (3/ 558) بسند صحيح.

ومن خلال موقعكم المميز تدوينات، نرشح لكم المقال التالي للقراءة:

  1. حديث الرسول عن الانصار
  2. حديث الرسول عن الاقباط

حكم العزاء ثلاث ايام إسلام ويب

يعتقد الكثيرون أن هناك عدد معين للايام وهي حكم التعزية التي يجب أن تستثمرها ثلاثة أيام بينما الحقيقة أنه ليس هناك أي اقوال في السنة النبوية أو في الكريم تشير إلى أن العزاء يستمر ثلاثة أيام.

وأن التشابه الحاصل في مشكلة الثلاثه أيام هو حديث الرسول صلى الله عليه وسلم لَا تُحِدُّ امْرَأَةٌ عَلَى مَيِّتٍ فَوْقَ ثَلَاثٍ إِلَّا عَلَى زَوْجٍ) ولكن يجب العلم ان المقصود هنا هو الحداد وليس العزاء.

كما نرشح لكم المزيد من المقالات المشابهة للقراءة والاستفادة منها:

  1. حديث الرسول عن البقرة
  2. حديث الرسول عن البطيخ للحامل

كيفية تعزية أهل الميت

حديث الرسول عن العزاء لا يزال هناك بعض التفاصيل الأخرى التي نتعرف عليها فيما يخص التعزية كما ورد في السنة النبوية.

  • قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- في تعزية عبد الله بن جعفر حين مات والده: (اللَّهمَّ اخلُف جعفرًا في أهلِهِ وبارِك لعبدِ اللَّهِ في صفقةِ يمينِهِ قالها ثلاثَ مرَّاتٍ)
  • دعا رسول الله لأبي سلمة حين مات، فدخل على أم سلمة وقال: (اللَّهُمَّ اغْفِرْ لأَبِي سَلَمَةَ وَارْفَعْ دَرَجَتَهُ في المَهْدِيِّينَ، وَاخْلُفْهُ في عَقِبِهِ في الغَابِرِينَ، وَاغْفِرْ لَنَا وَلَهُ يا رَبَّ العَالَمِينَ، وَافْسَحْ له في قَبْرِهِ، وَنَوِّرْ له فِيهِ)
  • عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- أنّه قال لامرأة من الأنصار مات ابنها وليس لها غيره فجزعت: (ما منكنَ امرأةٌ يموتُ لَها ثلاثةٌ إلَّا أدخلَها اللَّهُ عزَّ وجلَّ الجنَّةَ فقالَت أجَلُّهنَ امرأةً: يا رسولَ اللَّهِ وصاحبةُ الاثنينِ قالَ: وصاحبةُ الاثنينِ).
  • كان هناك رجلٌ يعتاد الحضور مع ابنه الصغير لمجالس النبي في المسجد، وفي الحديث: (ففقدَهُ النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ فقالَ: مالي لا أرى فلانًا؟ قالوا: يا رسولَ اللَّهِ، بُنَيُّهُ الَّذي رأيتَهُ هلَكَ، فلقيَهُ النَّبيُّ فسألَهُ عن بُنَيِّهِ، فأخبرَهُ أنَّهُ هلَكَ، فعزَّاهُ علَيهِ، ثمَّ قالَ: يا فلانُ، أيُّما كانَ أحبُّ إليكَ أن تُمتَّعَ بِهِ عمُرَكَ، أو لا تأتي غدًا إلى بابٍ من أبوابِ الجنَّةِ إلَّا وجدتَهُ قَد سبقَكَ إليهِ يفتَحُهُ لَكَ، قالَ: يا نبيَّ اللَّهِ، بل يَسبقُني إلى بابِ الجنَّةِ فيَفتحُها لي لَهوَ أحبُّ إليَّ، قالَ: فذاكَ لَكَ)
  • روى أسامة بن زيد -رضي الله عنه- فقال: (كُنْتُ عِنْدَ النبيِّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- إذْ جَاءَهُ رَسولُ إحْدَى بَنَاتِهِ، وعِنْدَهُ سَعْدٌ وأُبَيُّ بنُ كَعْبٍ ومُعَاذٌ، أنَّ ابْنَهَا يَجُودُ بنَفْسِهِ، فَبَعَثَ إلَيْهَا: لِلَّهِ ما أخَذَ ولِلَّهِ ما أعْطَى، كُلٌّ بأَجَلٍ، فَلْتَصْبِرْ ولْتَحْتَسِبْ).

واما عبارات التعزية الأخرى عند الفقهاء والعبارات التعزية بشكل عام التي يمكن استعمالها فمنها ما يلي.

  • روى جعفر بن محمد عن أبيه عن جدّه أنّه لمّا توفي رسول الله سمعوا رجلاً يقول: إن في الله عزاءً من كل مصيبة، وخلَفاً من كل هالك، ودركاً من كل ما فات، فبالله فثقوا، وإياه ارجو، فإنّ المُصاب من حرم الثواب.
  • نقل عن بعض العلماء بتعزيتهم مسلماً بمسلم قولهم له: أعظم الله أجرك، وأحسن عزاك، ورحم الله ميّتك.
  • عزّى الإمام أحمد أحد أصحابه، فقال: أعظم الله أجركم وأحسن عزاءكم.
  • عظّم الله أجركم، وغفر لميّتكم، وربط على قلوبكم، ويلهمكم الصبر والسلوان.
  • اللهم ارحم ميّتنا رحمة واسعة.
  • رحم الله فقيدكم، وأحسن الله عزاءكم.
  • اللهمّ افسح له في قبره مُدّ بصره.
  • اللهمّ أبدله داراً خيراً من داره، وأهلاً خيراً من أهله.
  • إنّا لله وإنا إليه راجعون.

لقدر أكبر من الفائدة، نرشح لكم قراءة هذا المقال المميز:

  1. حديث الرسول عن البخور
  2. حديث الرسول عن البحر الميت

أسئلة طرحها الآخرون

ولا يزال هناك كم كبير من الاسئلة الاخرى التي تعتبر متعلقة بعنوان هذا المقال وهو حديث الرسول عن العزاء، وإليكم هذه الأسئلة مع الأجوبة عليها.

  1. هل العزاء واجب شرعي؟ تعتبر التعزية ليست من الواجبات ولكنها من المستحبات التي كان يفعلها الرسول صلى الله عليه وسلم.
  2. مدة العزاء في الإسلام؟ ليس هناك مدة محددة تم نصها في الإسلام ولكن استحب أهل العملاء ما أن يكون حتى ثلاثة أيام استنادا إلى حديث الحداد ولكن ليس شرط بالطبع أن يكون ثلاثة أيام فقط أو أقل أو أكثر.
  3. كيف كان العزاء في زمن الرسول؟ كان الرسول صلى الله عليه وسلم يعزي بقوله “نَّ لِلَّهِ مَا أَخَذَ، وَلَهُ مَا أَعْطَى “
  4. لماذا مدة العزاء ثلاث ايام؟ لم يتم التحديد العزاء لمدة ثلاثة أيام وهذا انتشار خاطئ، وليس هناك تحديد معين لفترة العزاء.
  5. ماذا كان يقول النبي لأهل الميت؟ ( إِنَّ لِلَّهِ مَا أَخَذَ ، وَلَهُ مَا أَعْطَى ، وَكُلٌّ عِنْدَهُ بِأَجَلٍ مُسَمًّى ، فَلْتَصْبِرْ وَلْتَحْتَسِبْ) رواه البخاري (1284) ، ومسلم (923) .
  6. هل الدعاء مستجاب في بيت العزاء؟ تعتبر هذه من البدع المنتشرة وليس هناك علاقة بين استجابة الدعاء وبين بيت العزاء.

وفي النهاية إن حديث الرسول عن العزاء لم يتم تحديد في مدة معينة أن تكون فيها العزاء وكان الحديث المذكور في أول الموضوع هو عن مدة الحداد كما علمنا.

كما نرشح لكم المزيد من المقالات المشابهة للقراءة والاستفادة منها:

  1. حديث الرسول عن البدو
  2. حديث الرسول عن أبي ذر الغفاري

أضف تعليق