حديث الرسول عن الاغاني أمر يهم كل من يرغب معرفة حقيقة الخلاف بين الفقهاء حول الغناء، وإليكم الأحاديث وتفاصيل مهمة في المقال.
حديث الرسول عن الاغاني
تعتبر الأغاني محل جدل بين الفقهاء حتى اللحظات الحالية، بسبب الأحاديث ويسبب الآراء المختلفة التي جاءت حولها ولكن في كل الحالات هناك أحاديث صحيحة جاء فيها الاغاني ومنها ما يلي.
- عن أبي مالك الأشعري -رضي الله عنه- أنّه سمع رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- يقول: “لَيَكونَنَّ مِن أُمَّتي أقْوامٌ، يَسْتَحِلُّونَ الحِرَ والحَرِيرَ، والخَمْرَ والمَعازِفَ، ولَيَنْزِلَنَّ أقْوامٌ إلى جَنْبِ عَلَمٍ، يَرُوحُ عليهم بسارِحَةٍ لهمْ، يَأْتِيهِمْ – يَعْنِي الفقِيرَ – لِحاجَةٍ فيَقولونَ: ارْجِعْ إلَيْنا غَدًا، فيُبَيِّتُهُمُ اللَّهُ، ويَضَعُ العَلَمَ، ويَمْسَخُ آخَرِينَ قِرَدَةً وخَنازِيرَ إلى يَومِ القِيامَةِ”
والحديث السابق أخرجه البخاري في صحيحه كما قال ابن القيم مؤكدا في صحة الحديث أنه من الأحاديث الصحيحة وعلق ايضا وقال انه من حيث الشرح ان الرسول تحدث عن حرمانية الأغانى وهذا يشمل شرح الحديث.
وعندما ما نحاول فهم الحديث فسوف نجد أن الرسول يتحدث معنا عن أنه هناك أقوام من الأمة سوف يستحلون الحر و يستحلون الحرير، وأما المقصود بكلمه الحر فهي الزنا واستحلالهم المقصود هو أنهم يتعاملون مع الأمر على أنه حلال سواء بفعلهم أو حتى وقوعهم فيه.
ومن ثم أكمل الحديث عن الخمر أي أن شرب الخمر سوف يتم استحلاله على الرغم من أنه محرم تماما وهناك المعازف والتي تعتبر من الالات والملاهي الموسيقية، وغيرها مما سبق في السياق ولكن المقصود هنا الذي نريده هو المعازف.
- وهناك حديث آخر عن أنس بن مالك -رضي الله عنهما- عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- قال: “صوتانِ ملعونانِ في الدنيا والآخرةِ: مزمارٌ عندَ نعمةٍ، وَرَنَّةٌ عندَ مصيبةٍ”
وجاء في الحديث السابق أنه حديث حسن أخرجه البزار والضياء المقدسي وجاء في شرح الحديث أن الأصوات الملعونة أي أن صاحبها هو الآخر ملعون، مثل عبارة لعن فاعله والمقصود هنا أن الأصوات هذه في نفس الوقت يبعد من رحمة الله.
في كل الحالات المزمار المقصود في الحديث هو تلك الآلة التي يتم بها التزمير، وأما الغناء المقصود به إطلاق الأصوات وليس آلة المزمار بالتحديد ولكن المقصود هنا يرجح أنه الغناء بآلة المزمار.
- بينما جاء في حديث آخر عن عمران بن الحصين -رضي الله عنهما- أنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- قال: “في هذِهِ الأمَّةِ خَسْفٌ، ومَسْخٌ، وقَذْفٌ، إذا ظَهَرَتِ القِيَانُ والمعازِفُ وشُرِبَتِ الخمورُ”
وجاء في قول السيوطي بالحديث السابق أنه حديث صحيح والمقصود في الحديث بخسف الأرض هو ان تخسف الأرض تماما حيث تسقط الأبنية وكل شيء يسقط إلى داخل الأرض ويكون ذلك لبعض الأماكن وبعض القرى والمدن.
والمقصود بكلمة المسخ هو أن يتم تحويل بعض البشر من سورة الإنسان إلى صور بعض اشكال الحيوانات مثل الخنازير مثل القردة وأما كلمة القذف المقصود بها سقوط الحجارة من السماء على من يخالفون أوامر الله وذلك العذاب وكل ما يحصل ينزل في الأقوام التي يظهر فيها المعازف وشرب الخمر أيضا القيان والتي هي المعازف وما خص الغناء واللهو.
- وفي حديث آخر أيضا عن أبي عامر أو أبي مالك الأشعري قال: سمعت رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم يقول: “ليكونَنَّ من أمتي أقوام يستحِلُّونَ الحِرَ والحريرَ والخَمرَ والمعازفَ، وفي لفظ: ليشربَنَّ ناسٌ من أمتي الخمرَ يسمُّونها بغير اسمها، تُعزَفُ على رؤوسهم المعازفُ والمغنيَّات، يخسِفُ الله بهم في الأرضِ ويجعلُ منهم القردةَ والخنازيرَ”
وجاء في قول الحديث السابق عن ابن القيم أنه حديث صحيح الإسناد كما قال الألباني أنه صحيح، وفي الحديث نلاحظ أن الرسول صلى الله عليه وسلم يتحدث عن الأقوام الذين سيكونون من أمته ولكنه مرتكبي جريمة الزنا ويعتقدون أنها حلال وايضا يلبس الرجال الحريم ويشربون الخمر و يستحلون المعازف أي كل ما يخص العزف والطبل والمزمار والآلات التي تصدر الأصوات.
- هناك حديث آخر أيضا عن عائشة -رضي الله عنه- قالت: “دَخَلَ أبو بَكْرٍ وعِندِي جَارِيَتَانِ مِن جَوَارِي الأنْصَارِ تُغَنِّيَانِ بما تَقَاوَلَتِ الأنْصَارُ يَومَ بُعَاثَ، قالَتْ: وليسَتَا بمُغَنِّيَتَيْنِ، فَقالَ أبو بَكْرٍ: أمَزَامِيرُ الشَّيْطَانِ في بَيْتِ رَسولِ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- وذلكَ في يَومِ عِيدٍ، فَقالَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: يا أبَا بَكْرٍ، إنَّ لِكُلِّ قَوْمٍ عِيدًا وهذا عِيدُنَا”
يعتبر الحديث السابق من الأحاديث الصحيحة التي قال فيها البخاري أنها صحيح حيث نجد في شرح الحديث أن السيدة عائشة عن الرسول صلى الله عليه وسلم وأن ابوها ابو بكر الصديق رضي الله عنه عندما دخل إليها وكان هناك جاليتين من الأنصار وكان أحدهما لحسان بن ثابت وكانوا في النهاية يغنون.
وهناك ملحوظة مهمة وهو ان هناك فرق ما بين الغناء وما بين المغنيين لأن الغناء برفع الصوت بدون موسيقى لا يجعل الشخص مغنيا، بينما المغني الفعل هو الإنسان الذي يحترف الغناء والذي يتميز بالصوت واختيار بعض الألفاظ والكلمات بالتنطيط والتكسير وهذا ما يتفق عليه انه حرام وبالأخص عندما يتم الحديث عن المحرمات في الاغنية وما يثير المشاعر.
أيضًا نرشح لكم قراءة المقال التالي المهم:
دليل تحريم الأغاني من القرآن
بالنسبة لمن يريدون معرفة ما يخص القرآن الكريم من حيث ما جاء ذكره عن تحريم الأغاني في الآيات الصريحة التي ناقشت الأمر فقد جاء ذلك أيضا حيث في قوله تعالى
- (ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله بغير علم ويتخذها هزوا أولئك لهم عذاب مهين)
- (وإذا سمعوا اللغو أعرضوا عنه)
- (والذين لا يشهدون الزور وإذا مروا باللغو مروا كراما)
- (قال اذهب فمن تبعك منهم فإن جهنم جزاؤكم جزاء موفورا، واستفزز من استطعت منهم بصوتك وأجلب عليهم بخيلك ورجلك..)
- (أفمن هذا الحديث تعجبون، وتضحكون ولا تبكون، وأنتم سامدون)
الجدير بالذكر أن الآيات السابقة ذكرها على حسب بعض ما قيل من أهل العلم أنها ليست تخص الغناء والموسيقى والبعض الآخر يقول العكس وفي النهاية لا تعتبر حجة قوية من القرآن الكريم على التحريم، لأن التفسير فيها قد لا يأتي إلى ذكر الأغاني كما نعرفها في الوقت الحالي، أي أنها الأدلة الكثير تفصيلا تلك التي في الأحاديث.
لقدر أكبر من الفائدة، نرشح لكم قراءة هذا المقال المميز:
أدلة تحريم الموسيقى إسلام ويب
يعتبر موقع إسلام ويب من المواقع المشهورة جدا التي يلجأ إليها الكثيرون لمعرفة أي فتوى تخص الدين ومنها الأغاني كما ذكرنا من الأحاديث وكما ذكرنا من آيات، وهذا تم الحديث عنه بالتفصيل ايضا في موقع إسلام فيه رقم الفتوى: 141815
حيث تم التأكيد في موقع إسلام ويب على نفس الآيات ونفس الأحاديث التي سبق ذكرها في هذا المقال، مع إضافة اخرى بأن البعض من العلماء أباحوا ذلك وقالوا إن ما جاء في نصوص عن التحريم ليس دلالة قطعية وليست تعني الاغاني في صورتها التي نتحدث عنها.
وجاء في الحديث أهل العلم وبالتحديد الإيمان الشوكاني في كتاب نيل الأوطار عندما تحدث في هذا الموضوع “وقد اختلف في الغناء مع آلة من آلات الملاهي وبدونها، فذهب الجمهور إلى التحريم مستدلين بما سلف. وذهب أهل المدينة ومن وافقهم من علماء الظاهر وجماعة من الصوفية إلى الترخيص في السماع ولو مع العود واليراع، وقد حكى الأستاذ أبو منصور البغدادي الشافعي في مؤلفه في السماع أن عبد الله بن جعفر كان لا يرى بالغناء بأسا ويصوغ الألحان لجواريه ويسمعها منهن على أوتاره، وكان ذلك في زمن أمير المؤمنين علي رضي الله عنه.”
وجاء في الكتاب أيضا التكملة كالتالي” وحكى الأستاذ المذكور مثل ذلك أيضا عن القاضي شريح وسعيد بن المسيب وعطاء بن أبي رباح والزهري والشعبي، وقال إمام الحرمين في النهاية وابن أبي الدم نقل أثبات المؤرخين أن عبد الله بن الزبير كان له جوار عوادات، وأن ابن عمر دخل عليه والي جنيه عود فقال ما هذا يا صاحب رسول الله فناوله إياه فتأمله ابن عمر فقال هذا ميزان شامي قال ابن الزبير يوزن به العقول. وروى الحافظ أبو محمد بن حزم في رسالته في السماع سنده إلى ابن سيرين قال: إن رجلا أتى المدينة بجوار فنزل على عبد الله بن عمر وفيهن جارية تضرب فجاء رجل فساومه فلم يهو منهن شيئا، قال انطلق إلى رجل هو أمثل لك بيعا من هذا قال من هو قال عبد الله بن جعفر فعرضهن عليه فأمر جارية منهن فقال لها خذي العود فأخذته فغنت فبايعه، ثم جاء إلي ابن عمر إلى آخر القصة. وأما المانعون من ذلك فاستدلوا بأدلة منها حديث أبي مالك وأبي عامر المذكور في أول الباب وأجاب عنها المجوزون بأجوبة طويلة. لا يتسع المقام لذكرها”
كما نرشح لكم المزيد من المقالات المشابهة للقراءة والاستفادة منها:
سؤال وجواب عن حديث الرسول عن الاغاني
لا يزال هناك المزيد من التفاصيل الأخرى التي تخص الاغاني والتي تخص أشهر الأسئلة التي تثير الفضول في بال البعض ومنها ما يلي.
لماذا حرم الله الاستماع إلى الموسيقى؟
هناك أسباب معلومة لأسباب غير معلومة، ولكن المعروفة في أن هذه الأصوات تؤدي إلى تحريك الشهوة والوصول الى الزنا والحب في بعض الحالات، بينما في حالات أخرى تلهي الإنسان عن الدنيا وفي بعض الاوقات وبالأخص تلك الاغاني الحزينه أو المعبره يمكن أن تجعل الانسان حزينا أكثر مما يؤثر على حالته النفسية. وللمزيد يرجى مراجعة الفتوى في موقع إسلام ويب التي تحمل رقم الفتوى: 64525
هل حرم رسول الله الغناء؟
الإجابة على هذا السؤال هو نعم بالطبع ولكن جاء هذا في أكثر من حيث، وبالذكر أنه لا يزال هناك بعض الجدل بين العلماء في هذا الأمر ما بين التحريم وما بين عدم التحريم ولكن الرأي الأرجح ان ذلك محرم وهذا ما نراه في الأحاديث السابقة.
ايه قرانيه تدل على تحريم الاغاني؟
(( ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله بغير علم ويتخذها هزواً اولئك لهم عذاب مهين )) (لقمان:6) والمقصود هنا بلهو الحديث الكثير من الأشياء بما في ذلك الأغاني.
ماذا قال ابن تيمية عن الغناء؟
قال ” المعازف هي خمر النفوس تفعل أعظم مما تفعله الكؤوس، فإذا سكروا بالأصوات حل فيهم الشرك ومالوا إلى الفواحش وإلى الظلم”
متى تكون الاغاني حلال؟
جاءت العديد من الأقاويل في ذكر الأغاني ومنها تلك التي لا تحتوي على الكلمات التي تغير في النفس أو الكلمات السيئة، وجاء البعض أن الأغاني حلال عندما تكون بدون موسيقى وجاء البعض في شروط أخرى بينما الرأي الأرجح أنه يفضل الابتعاد عن الأشياء التي فيها جدل لو امكن.
هل صحيح ان الشياطين ترقص عند سماع الاغاني؟
ليس هناك تفاصيل كافية عن هذا الأمر ولكن هذا من ما قيل وانتشر بكثرة على الرغم من قلة التأكيد فيه.
هل سماع الموسيقى من كبائر الذنوب؟
كما ذكرنا لا يزال هناك بعض الخلاف في هذا الامر ولكن الأرجح أنه ذنب ولكن ليس من الكبائر، وفي العموم هناك جدل في الأمر والعموم في الأمر أن الغناء الفاحش من الكبائر طبعا.
ما هو حكم الغناء بدون موسيقى؟
جاء في قول بن عثيمين ” الغناء المجرد عن الموسيقى، وآلات العزف الأخرى مثل الربابة، وشبهها، يجوز استماعه بشرط أن لا يكون مشتملاً على أشياء توجب الفتنة، وبشرط أن لا يصد الإنسان عما يجب عليه من إقامة الصلاة مع الجماعة أو غير ذلك”
وإلى هنا نصل نهاية هذا المقال الذي فيه تعرفنا بالتفصيل على حديث الرسول عن الاغاني ، وعلى الرغم من الجدال في هذا الأمر، إلا أنه يفضل ترك الشهبات لو امكن للاحتياط الإضافي ليس إلا .
وبعد الانتهاء من هذا المقال حديث الرسول عن الاغاني ، نقترح عليكم أيضًا الاطلاع على المزيد من المقالات الإضافية لفائدة أكبر بكثير: