حديث الرسول عن الاقباط هو ما سوف نتعرف عليها بالتفصيل في هذا المقال، و سوف نتعرف على المزيد مما قاله الرسول صلى الله عليه وسلم ولماذا أوصانا بالأقباط وماذا قال لنا أن نفعل معهم في حياتنا اليومية.
حديث الرسول عن الاقباط
حدثنا الرسول صلى الله عليه وسلم في مختلف قضايا حياتنا اليومية بما في ذلك ما يجب أن نفعل لوحدنا أو حتى في التعامل مع الآخرين أو حتى مع الأديان الأخرى بغض النظر عن طبيعة ذلك الشخص، إلا أن الرسول صلى الله عليه وسلم وصانا بالمعاملة الحسنة.
وقد جاء ذكر الأقباط في أحاديث كثيرة جدا وجميعها تتحدث عن طريقة معاملة الأقباط وعن بعض الوصايا التي يمكن أن نختصرها لكم في بعض الأحاديث وهي كما يلي.
ولكن هناك ملحوظة مهمة أن بعض الأحاديث تشمل الأقباط وبعضها الآخر يشمل طريقة التعامل مع الناس بشكل عام سواء إلى أقباط أو يهود أو غيرها من الأديان الأخرى.
- روى أنس بن مالك أنه كان لرسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم موليانِ حبشيٌّ وقبطيٌّ فاستبَّا يومًا فقال أحدُهما يا حبشيُّ وقال الآخرُ يا قبطيُّ فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لا تقولا هكذا إنما أنتما رجلانِ من آلِ محمدٍ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمالمصدر : مجمع الزوائد
- عن كعب بن مالك – رضي الله عنه – عن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: (إذا فُتحت مصر فاستوصوا بالقبط خيراً، فإن لهم ذمة ورحماً) – صحيح الجامع
- عن عبد الله بن عمرو – رضي الله عنه – عن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: (من قتل معاهدًا لم يرح رائحة الجنة، وإن ريحها ليوجد من مسيرة أربعين عامًا) – صحيح ابن ماجه.
- عن عبد الله بن عباس – رضي الله عنه – أن النبي – صلى الله عليه وسلم – بعث معاذا إلى اليمن، فقال: (اتق دعوة المظلوم، فإنها ليس بينها وبين الله حجاب)صحيح البخاري.
- قال رسول – صلى الله عليه وسلم: “من آذى ذميًا فقد آذاني ومن آذاني فقد آذى الله” رواه الطبراني في الأوسط بإسناد حسن.
- روى عبدالله بن يزيد وعمرو بن حريث أن رسول الله (ص) قال: إنَّكم ستَقدَمونَ على قومٍ جَعْدٍ رؤوسُهم فاستَوْصوا بهم خيرًا فإنَّهم قوَّةٌ لكم وإبلاغٌ إلى عدوِّكم بإذنِ اللهِ يَعْني قبطَ مصرَالمصدر : مجمع الزوائد- رجاله رجال الصحيح
- قال النبي – صلى الله عليه وسلم – : (ألا من ظلم معاهدًا، أو انتقصه، أو كلفه فوق طاقته، أو أخذ منه شيئًا بغير طيب نفس، فأنا حجيجه يوم القيامة) – صحيح أبي داود.أي أنا خصمه يوم القيامة.
- روت أم سلمة هند بنت أبي أمية أن رسول الله (ص) قال: اللهَ اللهَ في قِبْطِ مصرَ ؛ فإنكم ستظهرون عليهم، ويكونون لكم عُدَّةً وأعوانًا في سبيلِ اللهِ.المحدث: الألباني | المصدر : السلسلة الصحيحة- أخرجه الطبراني.
- عن هشام بن حكيم بن حزام – رضي الله عنه – قال سمعت رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال : (إن الله يعذب الذين يعذبون الناس في الدنيا) – صحيح أبي داود.
- روى كعب بن مالك أن رسول الله (ص) قال: إذا فُتِحَت مصرُ فاستَوْصوا بالقبطِ خيرًا فإنَّ لهم دمًا ورَحِمًا وفي روايةٍ إنَّ لهم ذمَّةً يعَْني أنَّ أمَّ إسماعيلَ كانَت منهم.المصدر : مجمع الزوائد
أيضًا نرشح لكم قراءة المقال التالي المهم: حديث الرسول عن أبي ذر الغفاري
الأقباط في القرآن
جاء ذكر المسيحيين والأقباط واليهود في القرآن الكريم بأكثر من صيغة مختلفة والأشخاص الذين لا يتبعون الدين الإسلامي أيضا في بعض الآيات منها ما جاء فيها ذكر الأقباط .
كما جاء ذكرهم أيضا ب “الذين أوتوا الكتاب من قبلكم» و«الذين آتيناهم الكتاب” وايضا “من أهل الكتاب أمة قائمة يتلون آيات الله آناء الليل وهم يسجدون، يؤمنون بالله واليوم الآخر ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر،ويسارعون في الخيرات، وأولئك من الصالحين»
وأيضا المجادلة بشكل حسن مثل قوله تعالى في سورة العنكبوت”«ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتى هى أحسن» وأيضا وقفينا بعيسى بن مريم، وآتيناه الإنجيل، وجعلنا في قلوب الذين اتبعوه رأفة ورحمة.
وأيضا “لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا، ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى، ذلك بأن منهم قسيسين ورهبانا وأنهم لا يستكبرون”
لقدر أكبر من الفائدة، نرشح لكم قراءة هذا المقال المميز: حديث الرسول عن الاتراك
معاملة النبي لأهل الكتاب
تعرفنا على حديث الرسول عن الأقباط، ولكن بعيدا عن الأحاديث والآيات القرآنية فإن كل ما سبق يشير أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يعامل أهل الكتاب معاملة حسنة وهذا جاء ذكره في مواضع كثيرة. ومنها
- وثيقة المدينة:
تعتبر هذه الوثيقة من الأساسيات التي توضح لنا كيف عامل الرسول الأشخاص من الأديان الأخرى بما في ذلك الاقباط وحيث كانت المعاملة حسنة ليس فيها أي مشاكل أو إجبار أبدا.
- حقهم في الحياة:
لم يسلب الرسول صلى الله عليه وسلم حياتهم ولم يجبرهم على أي شيء، حيث كان لهم الحق في الحياة وكان أي شخص يعترض لهم او يقتل شخصا كان يعاقب طالما أنه قتل بريئا أو ليس له ذنب أي أنه كان يعاملهم مثل ارواح المؤمنين بلا خلاف.
- الحق في التملك:
لم يسلبهم الرسول صلى الله عليه وسلم حقوقهم في التملك بل كان يحق لهم أن يملكوا أي شيء كما يفعلون مثل أي شخص مؤمن آخر.
- حق الحماية:
كان لهم المزيد من الحقوق الأخرى في أن يكونوا محميين بينهم وبين المسلمين، على أن يكون هناك تعاون للهزيمة لأي عدو خارجي يهدد أمن المنطقة بأكملها لأنهم في النهاية يعيشون في نفس المكان ومصالحهم واحدة.
- حق العدل:
كان العدل يشمل المسلمين ويشمل الأديان الأخرى واذا تعرض أي شخص لأي مشاكل أو ظلم وحتى ولو تعرض إلى الظلم من المسلم فله الحق وسوف يحصل عليه.
كما كان الرسول صلى الله عليه وسلم يعامل اليهود معاملة حسنة وكان يزور مرضاهم وهذا في حديث جاء فيه (كانَ غُلَامٌ يَهُودِيٌّ يَخْدُمُ النبيَّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ-، فَمَرِضَ، فأتَاهُ النبيُّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- يَعُودُهُ، فَقَعَدَ عِنْدَ رَأْسِهِ، فَقالَ له: أسْلِمْ، فَنَظَرَ إلى أبِيهِ وهو عِنْدَهُ فَقالَ له: أطِعْ أبَا القَاسِمِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ-، فأسْلَمَ، فَخَرَجَ النبيُّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- وهو يقولُ: الحَمْدُ لِلَّهِ الذي أنْقَذَهُ مِنَ النَّارِ)
كما لم تتوقف المعاملة الحسنة هنا فقط حيث كان يقبل الهدية منهم وهذا جاء في حديث (كانَ رسولُ اللَّهِ -صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ- يقبَلُ الهديَّةَ، ولا يأكلُ الصَّدقةَ، زادَ فأهدت لهُ يهوديَّةٌ بخيبرَ شاةً مَصليَّةً سمَّتْها؛ فأكلَ رسولُ اللَّهِ -صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ- منها وأكلَ القومُ فقالَ ارفعوا أيديَكُم فإنَّها أخبرتني أنَّها مسمومةٌ. (فماتَ بِشرُ بنُ البراءِ بنِ معرورٍ الأنصاريُّ؛ فأرسلَ إلى اليهوديَّةِ: ما حملكِ على الَّذي صنعتِ؟ قالت: إن كنتَ نبيًّا لم يضرَّكَ الَّذي صنعتُ، وإن كنتَ ملِكًا أرحتُ النَّاسَ منكَ).
بالإضافة إلى معاملة النصارى معاملة حسنة وكان لهم جميع الحقوق المختلفة مثل ما سبق ذكره، بالإضافة إلى حقهم في الاستمرار على دينهم أو اعتناق أي ديانة يريدون فلم يتم إجبارهم على دخول الإسلام بالقوة.
كما نرشح لكم المزيد من المقالات المشابهة للقراءة والاستفادة منها: حديث الرسول عن استشهاد الحسين
وصايا القرآن والسنة في معاملة أهل الكتاب مع الاستدلال المناسب
الوصايا كثيرة جدا ولكن يمكن اختصارها في المعاملة الحسنة وفي حقهم في ممارسة شعائرهم الدينية والحماية وأن يكون لهم العدل وأن يكونوا يتم التعامل معهم على أنهم بشر مثلهم مثل المؤمنين ولا خلاف في ذلك أبدا ولا ظلم لهم. وفيما يخص الأدلة فهي كما سبق ذكره في هذا المقال من أحاديث كثيرة.
وإلى هنا نصل إلى نهاية هذا المقال عن حديث الرسول عن الاقباط، حيث ناقشنا بالتفصيل كل المواضع التي جاء فيها ذكر الاقباط والأشخاص من الأديان الأخرى وكيف كان يعاملهم الرسول صلى الله عليه وسلم.
بعد الانتهاء من قرأة مقال حديث الرسول عن الاقباط نرشح لكم من خلال موقعكم المميز تدوينات، المقال التالي للقراءة: حديث الرسول عن الابل