هل كثرة الابتلاء دليل على غضب الله ؟ سؤال يرغب العديد من الأشخاص في التعرف علي اجابته لذلك سوف نتحدث اليوم من خلال موضوع مقالنا علي ابرز المعلومات التي تتعلق بهذا الموضوع مع التعرف علي كيفية التعامل مع الابتلاءات ؟ لذلك تابعونا.
هل كثرة الابتلاء دليل على غضب الله ؟
سوف نتعرف معا من خلال هذه الفقرة علي إجابة سؤال هل كثرة الابتلاء دليل على غضب الله ؟ ويتضح ذلك لنا فيما يلي :
بوجه عام متابعينا الكرام فأن الله سبحانه وتعالي يبتلي المؤمنين من عباده بابتلاءات كثيرة وذلك من أجل أن يختبر صبرهم وتحملهم ورجوعهم في كل صغيرة وكبيرة إلى الله عز وجل وأكثر الذين قد ابتلوا على مر التاريخ هم الأنبياء ومن هنا يمكننا ان نوضح لكم اعزائي ان هذا دليل واضح وصريح على أن الابتلاء ليس غضب من الله عز وجل حيث قال أمين الفتوى في الأزهر الشريف أنه قد تكون الابتلاءات تكفيرا للذنوب ورفعا للدرجات.
لذلك فعلى كل انسان يبتلى أن يصبر ويحمد الله عز وجل على الابتلاء ويسأل الله العفو والعافية ولا يفسر ذلك الابتلاء على أنه غضب من الله عز وجل فالله عز وجل يختبر عباده ليختبر صدق إيمانه حيث يقول في كتابه العزيز: “أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين”.
تعرف علي المزيد من المعلومات الهامة هنا أيضا : قصتي مع ذكر لااله الاالله وحده لاشريك له
لماذا يوجد ابتلاء في الدنيا ؟
بعد ان تعرفنا معا علي هل كثرة الابتلاء دليل على غضب الله ام لا ؟ فسوف نتعرف من خلال هذه الفقرة علي سبب وجود الابتلاء في الدنيا ويتضح ذلك لنا فيما يلي :
بوجه عام متابعينا فإن الابتلاء في ديننا الإسلام يعتبر جزءا من العقيدة الراسخة التي يعيشها المؤمن في الدنيا ومن هنا نستنتج انه عندما يكون الانسان في ابتلاء فإن هذا امر طبيعي بل لا بد من ان يطمئن لان ذلك سوف يجلب له السعادة وذلك لأن المسلم يعلم أن هذا الامتحان هو من الله تعالى عز وجل وعليه يعلم أنه في الطريق الصحيح الذي لا يعلم غيره من الديانات الأخرى عنه.
ومن هنا وجب عليك عزيزي القارئ الصبر والاستغفار والعودة ال الله بكل من العمل الصالح والصدقات وعمل الخيرات بالإضافة الي كثرة الصلاة على النبي عليه أفضل الصلاة والسلام فهذا الابتلاء في الدنيا ما هو الا اختبار سوف يوصلك في نهاية المطاف إلى رضا الله عنك والفوز بالجنة بالآخرة بإذنه سبحانه وتعالى، نحن المسلمين نحب الابتلاء ونقلق بعدم قدومه.
كثرة الابتلاء غضب أم خير من الله ؟
في صدد حديثا عن موضوع هل كثرة الابتلاء دليل على غضب الله ؟ فسوف نستكمل معكم من خلال هذه الفقرة بعض من المعلومات التي توضح لنا هل كثرة الابتلاء غضب أم خير من الله ؟ ويتضح ذلك لنا فيما يلي :
كما ذكرنا سابقا متابعينا فإن كثرة الابتلاء ليس دليل على غضب الخالق على العبد وسوف نستدل علي مصدقيه هذا من خلال قول رسول الله صلي الله عليه وسلم في حديث شريف : إن عظم الجزاء مع عظم البلاء، وإن الله إذا أحب قوما ابتلاهم، فمن رضي فله الرضى، ومن سخط فله السخط. رواه الترمذي.
ولكن بالرغم من ذلك فإنه بطبيعة الحال النفس البشرية تضيق بسرعة ولا تتحمل ولا تعلم انه يوجد لها من الخير في المستقبل مع بعض الصبر والأخذ بعين الاعتبار أن هذا الشخص المبتلى سوف يخرج بأفضل مما كان عليه فالله عز وجل أرحم بنا من آبائنا وأمهاتنا لذا فإن رفع البلاء مقترن بالعديد من الأمور التي نحن بحاجة الى استيعابها في حياتنا اليومية لذلك فإن مراجعة النفس امر مهم جداً بشكل يومي للحفاظ على الرابط الديني العقائدي الذي يكون بين العبد وربه وهذا الرابط هو رابط نفسي سري بيننا وبين الله إذن بالنهاية لا تحزن عزيزي بسبب عدم رفع البلاء بسرعة بل ابحث عن السبب في نفسك وفي حياتك وبعدها ترقب أن يرفع الله البلاء عنك وعنا بأمره ورحمته فقط.
تعرف علي المزيد من المعلومات الهامة هنا أيضا : تجربتي مع الحوقلة 1000 مرة
الفرق بين البلاء والابتلاء :
وفي صدد حديثا عن الابتلاء فسوف نتعرف معا من خلال هذه الفقرة علي الفرق بين كل من البلاء والابتلاء ويتضح ذلك لنا فيما يلي :
في بادئ الامر فلا بد من ان نذكركم متابعينا الكرام ان البلاء والابتلاء كلاهما من الله -عز وجل- يبلو ويختبر بهما عباده ليميزَ الصادق الصالح من الكاذب الطالح أو ليُكفِّرَ ذنوب المؤمن ويرفع درجاته فقد قال -تعالى-: (الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا)،وكلاهما يكونان بالسرّاء والضراء وكلاهما أيضاً بمعنى الاختبار والامتحان وقد فرّق بعض من أهل العلم بينهما من عدّة حيثيات وممّا ذكروه في ذلك كل ما يأتي :
سوف نتعرف أولا علي الفرق بين كلاهما من حيث العموم والخصوص وفقا الي ما قد ورد علي السنة بعض من أهل العلم فقد فرقوا بين البلاء والابتلاء قائلين إن البلاء أعمّ واشمل فهو ينزل على كل من المؤمن والكافر أما الابتلاء فينزل على المؤمن خاصّة حتى يختبره الله -عز وجل- فهو أخصّ من البلاء وينزل حتى يُرى الله سبحانه وتعالي هل سيصبر أم يسخط ؟ وهل سيحمد الله أم سيكون قوله سخطاً وتضجُّراً ؟ ومن الأمثلة على ذلك :
- ابتلاء الله عز وجل لسيدنا إبراهيم -عليه السلام- فقد ابتلى الله -تعالى- نبيّه إبراهيم -عليه السلام-، فأمره بذبح ابنه إسماعيل -عليه السلام-، وفي الحقيقة لم يُرد الله -سبحانه وتعالي – إنفاذ هذا الأمر وإنّما كان للاختبار والابتلاء ثمّ لمّا نجح سيّدنا إبراهيم في هذا الاختبار وسلّم أمره لله -تعالى- فدى الله ابنه إسماعيل بكبشٍ عظيم.
- ابتلاء الله سبحانه وتعالي لسيدنا موسى -عليه السلام- فقد ابتلى الله عز وجل نبيّه موسى -عليه السلام- بأنْ أرسل له ملك الموت ابتلاءً واختباراً له، ولو أراد الله -عز وجل- أن ينفذ ذلك لقبض روحه مباشرة من أول مرة، لكن لم يحصل ذلك في المرة الأولى لأنّ القصد حينها كان الابتلاء والاختبار لا الإنفاذ. الفرق من حيث استعمال اللفظ يُطلق البلاء والابتلاء على الاختبار والامتحان بالسرّاء والضراء، وبالخير والشرّ، لكن قيل إن لفظ الابتلاء إذا أُطلق دون تقييدٍ دلّ غالباً على الابتلاء بالضرّ والأمور الصعبة الشاقّة، وإذا أُريد به الخير قُيِّد في الاستعمال به، يقول الخازن: “الابتلاء يكون في الخير وفي الشر، وإذا أطلق كان في الشر غالباً، فإذا أريد به الخير قُيِّد به”.
ثانيا الفرق من حيث المراد منهما وبوجه عام فإنّ كِلا اللّفظين يدلّان على التمحيص والاختبار والمؤمن الصابر عليهما له اجر وثوابٌ عظيم عند الله سبحانه وتعالي ولكن وفقا لأقاويل اهل العلم فإنّ المراد من الابتلاء هو الاختبار والنّقمة أمّا البلاء فقد يُراد به النعمة وقد يُراد به النقمة وقد يكون للاختبار وسوف نتطرق معكم متابعينا بشكل مفسر اكثر توضيح لذلك فيما يأتي :
- يقول الحافظ ابن حجر في تفسيره للمراد من الابتلاء ان : “الابتلاء بلفظ الافتعال يراد به النقمة والاختبار”، مثل قول الله -تعالى-: (فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِالْجُنُودِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُم بِنَهَرٍ فَمَن شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَن لَّمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلَّا مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ)، فقوله “مُبْتَلِيكُم” من أي مختبركم، وهي من ابتليته أي اختبرته. المراد من البلاء: قيل إنّ لفظ البلاء من الأضداد، إذْ يُطلق ويُراد منه النقمة أو النعمة أو الاختبار، ومن الأمثلة على ذلك ما يأتي: النّعمة: مثل قول الله -تعالى-: (وَلِيُبْلِيَ الْمُؤْمِنِينَ مِنْهُ بَلَاءً حَسَنًا)، والبلاء هنا بمعنى النعمة والعطيّة.
- النّقمة: مثل قول الله -تعالى-: (يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ وَيُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ ۚ وَفِي ذَٰلِكُم بَلَاءٌ مِّن رَّبِّكُمْ عَظِيمٌ) اما الاختبار: مثل قول الله -تعالى-: (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّىٰ نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ).
تعرف علي المزيد من المعلومات الهامة هنا أيضا : اللهم بلغنا رمضان وقد رفعت عنا البلاء
أنواع الابتلاء :
واستكمالا لحديثا عن الابتلاء فسوف نتعرف معا من خلال هذه الفقرة علي أنواع الابتلاء وهي تتضح لنا فيما يأتي :
الابتلاء بالضراء :
- وهو الذي يُقصد به الشر الواقع على الإنسان بالعموم وقد تظهر الحكمة منه وقد تُجهل فتكون مثلاً لاختبار صدق الإيمان والصبر والمجاهدة على ذلك في سبيل المولى -سبحانه- إذ يقول -سبحانه-: (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَا أَخْبارَكُمْ) ويقول أيضاً -جلّ في علاه-: (أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ* وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكاذِبِينَ).
- كما يشير هذا النوع ايضا من الابتلاء ايضا الي التمكين في الأرض لما يقع على الإنسان من صعابٍ وشدائدٍ تبعاً لذلك ويكثر فيه معاني اليقين بأنّ ما يأتي من عند الله -سبحانه- يكون لحكمةٍ سواءً أكان خيراً أم شراً، يقول -سبحانه- في ذلك: (وَجَعَلْنا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنا لَمَّا صَبَرُوا وَكانُوا بِآياتِنا يُوقِنُونَ) كما أنّ النبي -صلّى الله عليه وسلّم- قد بشّر من أُصيب بابتلاء الضّراء بجزاءٍ عظيمٍ، ألّا وهو الجنة والنّجاة من النّار، كابتلاء الإنسان بفقدان بصره، إذ ثبت في صحيح البخاري عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- أنّه قال: (إنَّ اللَّهَ قالَ: إذا ابْتَلَيْتُ عَبْدِي بحَبِيبَتَيْهِ، فَصَبَرَ؛ عَوَّضْتُهُ منهما الجَنَّةَ. يُرِيدُ عَيْنَيْهِ).
بالسراء :
- بالنسبة الي هذا النوع فهو بمثابة النوع الخفيّ الذي يظهر للإنسان بهيئة السعادة والسرور لكنّه يكمن في داخله الاختبار على ثبات الدين أو المبدأ وهو بالحقيقة أصعب من النوع الأول لأنّ الجو العام لهذا الابتلاء لا يظهر وكأنّه امتحان يستعدّ له الإنسان فيتنعّم بالنّعم وينسى شكرها ويتمتّع بالهبات الإلهيّة وينسى أداء حقوقها فالمال ابتلاء والمُلك ابتلاء وكرامات الصالحين ابتلاء فيقول -سبحانه- على لسان سليمان -عليه السّلام-: (هَذَا مِنْ فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ)،
- ومن هنا يمكن القول ان ليس كل من وسّع الله -سبحانه- عليه من الرّزق والنّعم يكون ذلك إكراماً منه وليس كل من ضيّق عليه وامتحنه كان ذلك إهانةً له، وفي هذا المعنى جاء في القرآن الكريم: (فَأَمَّا الْإِنْسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ* وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلَاهُ فَقَدَرَ عَلَيهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ* كَلَّا).
كيفية التعامل مع الابتلاءات ؟
سوف نتعرف في ختام موضوعا معا علي طريقة التعامل مع الابتلاءات وهي التي تضح لنا فيما يلي :
نود ان نذكركم متابعينا الكرام انه يجب على المؤمن حقاً أن يكون حاله في الضّراء الصّبر وكذلك حاله في السراء وهذا أشد وأصعب فقد صحّ عن عبد الرحمن بن عوف -رضيَ الله عنه- أنّه قال: (ابتُلينا معَ رسولِ اللَّهِ -صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ- بالضَّرَّاءِ فصَبَرنا، ثمَّ ابتُلينا بالسَّرَّاءِ بعدَهُ فلم نصبِرْ). ولذلك كان النبيّ يستعيذ من الفقر، ومن فتنة الغنى، فالمؤمن الحقّ يتّصف ويفعل ما أمر الله به من التقوى والخير، ويبتعد عمّا نهاه من الشر والإثم، ويحرص على الصبر وعدم الجزع، والشكر وعدم الغفلة.
تعرف علي المزيد من المعلومات الهامة هنا أيضا : دعاء يستجاب في ثواني
نصل من هنا معكم متابعينا الكرام الي ختام موضوع مقال اليوم الذي كان يحمل عنوان هل كثرة الابتلاء دليل على غضب الله ؟ ونأمل من الله عز وجل ان نكون قد قدمنا لكم الإفادة الكاملة بما قومنا بعرضه من معلومات هامة متعلقة بموضوعنا اليوم وذلك من خلال التعرف علي الابتلاء وأنواع والفرق بين البلاء والابتلاء بالإضافة الي التعرف علي إجابة سؤال هل كثرة الابتلاء دليل على غضب الله ؟ كما نكون قد تعرفنا ايضا اليوم علي كيفية التعامل مع الابتلاءات ؟ وفي حالة اذا كان هناك من منكم احبائي المتابعين يرغب في التعرف علي المزيد من المعلومات الهامة الأخرى او طرح أي من التساؤلات او الاستفسارات فقط كل ما هو عليه ان يقوم بالتواصل معانا من خلال التعليقات ونستودعكم الله والي ان نلقاكم في مقال اخر بموضوع جديد ودمتم سالمين معافين ان شاء الله.