حديث الرسول عن البدو يشعر بعض الأشخاص بالفضول للتعرف عليه، وإليكم الحديث وأهم ما قيل عن البدو وصحة بعض الأحاديث المنتشرة عنهم أيضا.
حديث الرسول عن البدو
يمكن تعريف البدو بأنهم سكان البادية الرعاة الرحالة الذين يسكنون بيوت الشعر والذين يسكنون الخيام ويعيشون على رعي الإبل والماشية ويتنقلون كثيرا من مكان إلى آخر، حسب ما تجبرهم الظروف وحسب أماكن رعاية حيواناتهم.
وعلى الرغم من أن عدد البدو أصبح في تقلص كبير خلال السنوات السابقة بسبب التقدم الذي حصل، إلا أن هناك الكثيرون الذين لا يزالون يتمسكون بالبادية بالتراث حتى ولو سكنوا المدينة فإنهم دائما ما يفضلون أن يعودوا إلى هذه الطبيعة للحياة.
ووفقا لبعض التقارير الأخيرة فإن عدد البدو في السودان حوالي 10 مليون وعددهم في السعودية حوالي مليون ونصف وعددهم في العراق حوالي 100 ألف وعددهم في مصر حوالي 900 ألف وعددهم في سوريا حوالي 620 الف ويجب العلم أن التقارير السابقة قديمة لأن ليس هناك تقارير حديثة.
وفيما يخص الحديث الأشهر الذي تناقله بعض الأشخاص الذي ينص على ” خير أمتي في المدن” بينما الحقيقة أن هذا الحديث ليس معروفا مصدره وليس هناك أي نص بهذا اللفظ عن الرسول صلى الله عليه وسلم أبدا.
ولكن جاء في معناه لقول النبي في حديث آخر “من سكن البادية جفا، ومن اتبع الصيد غفل، ومن أتى أبواب السلطان افتتن. رواه الترمذي وأبو داود والنسائي وصححه الألباني.”
وقال المباركفوري في التفسير ” قَوْلُهُ: مَنْ سَكَنَ الْبَادِيَةَ جَفَا. أَيْ جَهِلَ، قَالَ تَعَالَى: الْأَعْرَابُ أَشَدُّ كُفْرًا وَنِفَاقًا وَأَجْدَرُ أَنْ لَا يَعْلَمُوا حُدُودَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ. قَالَ الْقَاضِي: جَفَا الرَّجُلُ إِذَا غَلُظَ قَلْبُهُ وَقَسَا وَلَمْ يَرِقَّ لِبِرٍّ وَصِلَةِ رَحِمٍ وَهُوَ الْغَالِبُ عَلَى سُكَّانِ الْبَوَادِي لِبُعْدِهِمْ عَنْ أَهْلِ الْعِلْمِ وَقِلَّةِ اِخْتِلَاطِهِمْ بِالنَّاسِ, فَصَارَتْ طِبَاعُهُمْ كَطِبَاعِ الْوُحُوشِ. اهـ.”
ويقول ابن كثير ” لما كانت الغلظة والجفاء في أهل البوادي، لم يبعث الله منهم رسولا؛ وإنما كانت البعثة من أهل القرى، كما قال تعالى: وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى. {يوسف: 109}. ولما أهدى ذلك الأعرابي تلك الهدية لرسول الله صلى الله عليه وسلم فرد عليه أضعافها حتى رضي؛ قال: لقد هممت ألا أقبل هدية إلا من قرشي، أو ثقفي، أو أنصاري، أو دوسي. لأن هؤلاء كانوا يسكنون المدن: مكة، والطائف، والمدينة، واليمن، فهم ألطف أخلاقا من الأعراب؛ لما في طباع الأعراب من الجفاء. اهـ.”
ومن خلال موقعكم المميز تدوينات، نرشح لكم المقال التالي للقراءة: