الصيام هو أحد أركان الإسلام الخمسة، وهو عبادة تعني الإمساك عن الطعام والشراب والجماع من الفجر إلى المغرب من كل يوم في شهر رمضان. يُعرَّف الصيام في الإسلام بأنه “الإمساك عن الطعام والشراب والجماع من الفجر إلى المغرب من كل يوم في شهر رمضان”.
شروط الصيام
يشترط لصحة الصيام توافر عدة شروط، منها:
- الإسلام: لا يصح صيام غير المسلم.
- البلوغ: لا يصح صيام غير البالغ.
- العقل: لا يصح صيام المجنون.
- الصحة: لا يصح صيام المريض الذي يشق عليه الصيام.
- الإقامة: لا يجب صيام المسافر ولكن يجوز له الصيام
أنواع الصيام
هناك عدة أنواع للصيام، منها:
- صوم رمضان: هو فريضة على كل مسلم بالغ عاقل قادر، وهو فرض من الله تعالى على المسلمين في شهر رمضان.
- صوم التطوع: هو صيام غير رمضان، وهو مستحب، ويختلف حكمه بحسب نية الصائم.
- صوم الكفارة: هو صيام يُفرض على المسلم الذي ارتكب ذنبًا معينًا، مثل الإفطار في رمضان عمدًا.
- صوم النذر: هو صيام يُفرض على المسلم الذي نذر أن يصوم، مثل نذر صيام ثلاثة أيام.
فوائد الصيام
للصيام العديد من الفوائد، منها:
- تقوية الإيمان: فالصيام من أعظم العبادات التي تقرب المسلم من ربه.
- تربية النفس على الصبر والتحمل: فالصيام يُدرب المسلم على الصبر على الجوع والعطش.
- تطهير النفس من الذنوب: فالصيام يُطهر النفس من الذنوب ويُبعدها عن المعاصي.
- الشعور بالفقراء والمساكين: فالصيام يُشعر المسلم بألم الفقراء والمساكين، ويحثه على مساعدتهم.
- الصحة الجسدية والنفسية: فالصيام يُساعد على تحسين الصحة الجسدية والنفسية.
مبطلات الصيام
هناك عدة أمور تُبطل الصيام، منها:
- تناول الطعام والشراب: فالأكل والشرب من مبطلات الصيام.
- جماع الزوجين: فالجماع من مبطلات الصيام.
- القيء عمدًا: فالقيء عمدًا من مبطلات الصيام.
- الاستفراغ بسبب التداوي: فالاستفراغ بسبب التداوي لا يُبطل الصيام.
- خروج الدم من السبيلين: فالخروج الدم من السبيلين من مبطلات الصيام.
الردة: فالردة عن الإسلام تُبطل الصيام.
أحكام الصيام
هناك عدة أحكام تخص الصيام، منها:
الإفطار في رمضان: يُفطر المسلم في رمضان في الحالات التالية:
- المرض الذي يشق معه الصيام.
- السفر.
- الحيض والنفاس.
- الحمل والرضاعة.
- الشيخوخة التي يشق معها الصيام.
- فقدان الوعي.
قضاء الصيام: يجب على المسلم الذي أفطر في رمضان بدون عذر شرعي أن يقضي ما أفطره بعد رمضان.
القضاء والفدية: إذا أفطر المسلم في رمضان بسبب مرض أو سفر أو غيره من الأعذار الشرعية، فعليه أن يقضي ما أفطره بعد رمضان، بالإضافة إلى الفدية، وهي إطعام مسكين عن كل يوم أفطره.
الكفارة عن الإفطار في رمضان عمدًا: يجب على المسلم الذي أفطر في رمضان عمدًا أن يصوم شهرين متتابعين، أو يطعم ستين مسكينًا، أو يُعتق رقبة.
الصيام عبادة عظيمة لها العديد من الفوائد الروحية والجسدية، ويجب على المسلم أن يحرص على أدائها على أكمل وجه.
حكم صيام يوم الجمعة
ذهب جمهور الفقهاء من الحنفية والمالكية والشافعية والحنابلة إلى أن صيام يوم الجمعة منفرداً مكروه، إلا إذا كان عن فريضة، مثل قضاء رمضان أو نذر أو غيره، فهذا لا بأس به. وذلك لحديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “لا تصوموا يوم الجمعة إلا أن يكون في صوم تصومونه”.
ولأن يوم الجمعة هو أفضل أيام الأسبوع، واختصه الله تعالى بخصائص عديدة، منها:
- جعله عيدًا للمسلمين.
- جعله يومًا مباركًا.
- جعله يومًا للغفران.
- ولهذا كره العلماء صيام يوم الجمعة منفرداً، حتى لا يُخل بفضله وحرمته.
أما إذا صام المسلم يوم الجمعة مع يوم قبله أو بعده، فلا حرج عليه في ذلك، بل هو مستحب، لحديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “لا تخصوا ليلة الجمعة بقيام من بين الليالي، ولا تخصوا يوم الجمعة بصيام من بين الأيام، إلا أن يكون في صوم يصومه أحدكم”.
وهذا الحكم إنما هو في صيام يوم الجمعة عن تعمد، أما إذا صام المسلم يوم الجمعة عن نسيان أو جهل، فلا حرج عليه، ولا يُكره عليه إعادة صيامه. وخلاصة القول: أن صيام يوم الجمعة منفرداً مكروه إلا إذا كان عن فريضة، أما إذا صام المسلم يوم الجمعة مع يوم قبله أو بعده، فلا حرج عليه بل هو مستحب.
هل يجوز صيام يوم الجمعة أيام البيض
يجوز صيام يوم الجمعة أيام البيض، ولكن يكره إذا كان صيامهم منفردًا، كما هو مذهب جمهور الفقهاء. وذلك لحديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “لا تصوموا يوم الجمعة إلا أن يكون في صوم تصومونه”.
خلاصة القول: يجوز صيام يوم الجمعة أيام البيض، ولكن يكره إذا كان صيامهم منفردًا، أما إذا صام المسلم يوم الجمعة مع يوم قبله أو بعده، فلا حرج عليه بل هو مستحب.
ولكن هناك بعض الآراء التي ترى أن صيام يوم الجمعة أيام البيض جائز، ولا يكره، وذلك لعدة أسباب، منها:
- أن الأيام البيض هي أيام مستحبة للصيام، وصومها يثاب عليه المسلم، ولا يُكره عليه.
- أن صيام يوم الجمعة مع يوم قبله أو بعده يُشبه صيام يوم عرفة، والذي هو صوم مستحب.
- وعليه، يرجع الأمر في حكم صيام يوم الجمعة أيام البيض إلى اجتهاد كل شخص، مع مراعاة عدم كراهة صيام يوم الجمعة منفرداً، كما هو مذهب جمهور الفقهاء.