الصدمة النفسية هي حالة نفسية مؤقتة تنشأ نتيجة تعرض الفرد لتجربة مفزعة أو حادث مروع وقد تكون الصدمة النفسية نتيجة لحوادث مثل الحوادث المرورية أو الكوارث الطبيعية أو التعرض للعنف أو الاعتداء الجسدي أو الجريمة أو وفاة شخص عزيز أو أحداث صادمة أخرى.
عندما يتعرض الفرد لصدمة نفسية يمكن أن يتأثر بشكل شديد على المستوى العاطفي والنفسي وتظهر عادة أعراض مثل الارتباك والخوف والاكتئاب والقلق والغضب والشعور بالعجز والخلل في النوم والشهية والارتباك العقلي.
تعد الصدمة النفسية تجربة صعبة ومحبطة للفرد وتتطلب تعاملاً صحيحاً ودعماً مناسباً للتعافي والتكيف معها ويعتبر الوعي بالأعراض والتعرف على كيفية التعامل مع الصدمة النفسية أمرًا هامًا للتخفيف من تأثيرها وتسهيل عملية التعافي.
هدفنا هو توفير معلومات شاملة ومفيدة للقراء لفهم الصدمة النفسية وتجاوزها بطرق صحية وفعالة ستكون هذه المقالة تجربتي مع الصدمة النفسية دليلاً قويًا للأشخاص الذين يعانون من تجربة صدمة نفسية ولأولئك الذين يرغبون في مساعدة الآخرين المتضررين
تجربتي مع الصدمة النفسية:
يمكنك قراءة عن تجربة أحدي السيدات مع الصدمة النفسية من خلال النقاط التالية:
- عند سماعي خبر وفاة أمي لم أستطيع التحدث مع الأشخاص بكلمة واحدة حيث ماتت الكثير من الأشياء داخلي وسنوات الحياة السعيدة التي عيشتها معها تمر أمام عيني وكنت أتسائل اهذا حلم؟ أم هم يمزحون؟ وقد أكون بداخل حلم ولكن كنت في العزاء وكان الأمر ليس بمزاح ولكنني أرفض الحقيقة الواقعية التي سأعيشها.
- التي بعدت عني لم تكن أمي بل كانت حياتي ورفيق دربي ونجاحي وكنت البنت المدلالة التي لم تكن أعرف اي شئ عن قساوة الحياة الواقعية.
- وكنت في السابعة عشر ولازالت صغيره علي هذه الصدمة وشعرت انني قد كبرت في السن السابعين دقعة واحدة.
- ولكن مع مرور الوقت كنت أحاول الشفاء منها والأبتعاد عن الأنعزال والذهاب الي الأماكن الترفيهية ولم أستسلم وثم شفيت بعدها.
مراحل الصدمة النفسية التي مررت بها:
بعد تعرضي للصدمة النفسية ظهرت بعض الأعراض التي أكتشفت من بعدها انني أمر بالصدمة النفسية وسأوضح لكم العديد من الأمور التي مررت بها في المراحل وهي:
- التعرق المفرط ورعشة جسدي والغثيان.
- التذكر المستمر للصدمة التي مررت بها.
- الصحيان بعد عدد ساعات قليلة.
- حدوث أضطرابات في النوم.
- التعصب والغضب علي أتفه الأشياء.
- الأمور السهلة أصبحت صعبة جداً.
- لم يعد لدي طاقة لفعل شئ.
علامات الإصابة بالصدمة النفسية:
الصدمة النفسية هي رد فعل شديد ومؤقت يحدث عند تعرض الشخص لتجربة مؤلمة أو مروعة وقد تنجم الصدمة النفسية عن أحداث مثل حادث سيارة مروع أو تعرض للعنف أو فقدان عزيز أو حوادث طبيعية مدمرة وفيما يلي بعض العلامات الشائعة للصدمة النفسية:
- اضطرابات عاطفية: قد يصاب الشخص بالصدمة والرعب والغضب والحزن الشديد والقلق أو العجز عن التعبير عن المشاعر.
- انعزال اجتماعي: يمكن أن ينتج عن الصدمة النفسية رغبة في الانعزال عن الآخرين وتجنب المواقف الاجتماعية.
- الأفكار والذكريات المؤلمة المتكررة: قد يعاني الشخص من ومضات أو أفكار متكررة عن الحادث أو الحدث المؤلم وقد يتمتع بذكريات مفزعة أو متكررة.
- الارتباك والتشوش الذهني: يمكن أن يعاني الشخص من صعوبة في التركيز والارتباك والنسيان والتشوش الذهني.
- اضطرابات النوم: يمكن أن يصاب الشخص بالأرق أو الكوابيس المزعجة أو النوم المتقطع.
- تفادي المؤثرات المرتبطة بالصدمة: قد يحاول الشخص تجنب الأشياء أو الأماكن أو الأشخاص المرتبطة بالحادث أو الحدث المؤلم.
- الاضطرابات الجسدية: يمكن أن يعاني الشخص من الصداع وآلام البطن والتعب والدوار واضطرابات المعدة أو الأمعاء.
كيف تخطيت الصدمة النفسية؟
بينما لم أكن أعتقد أنني سأتغلب على مرحلة الصدمة في حياتي إلا أنني تعافيت بالفعل من الصدمة وانتهت تجربتي مع الصدمة مع العلاج وذلك بفضل العلاج السلوكي المعرفي والذي يصاحبه من خلال 12 جلسة تتراوح مدتها من 60 إلى 90 دقيقة وتكون عدة مرات في الأسبوع تعلمت كيفية التغلب على الصدمات من خلال العلاج النفسي وذلك على النحو التالي:
- أولاً ناقشت مع طبيب نفسي في مستشفى دار الهضبة الصدمة التي مررت بها وأفكاري المتعلقة بالصدمة وكيف أثرت على حياتي.
- ثم طلب مني الطيب أن أكتب ما حدث لي بالتفصيل مما ساعدني في فحص وجهة نظري الخاصة بالصدمة ثم بدأت في تعلم طرق جديدة للتعامل مع الصدمات في المركز.
- ومن خلال المحادثات مع طبيبي الذي عمل على تغيير الطريقة السلبية التي كنت أفكر بها فيما حدث ومن خلال العلاج السلوكي المعرفي والعلاج الجماعي تغيرت وجهة نظري تجاه الأحداث أكثر مما أدى إلى تقبلي التدريجي.
- تلقيت أيضًا العلاج باستخدام تقنيات التنفس العميق مما سمح لي بالتخلص من القلق والخوف والغضب الذي شعرت به كلما فكرت في أشياء مزعجة تتعلق بالصدمة التي تعرضت لها.
- بالأضافة الي العديد من الأدوية التي وصفها الطبيب النفسي لعلاج الصدمة والتي كانت حل فعال مع الجلسات.
مراحل الصدمة النفسية التي عانيت منها:
قد تطورت الصدمة النفسية مع مرور الوقت الي عدة مراحل والتي فسرها الي الطبيب النفسي وهي:
مرحلة التأثير:
هذه من المرحل الأولية التي تحدث بعض الصدمة مباشرة ويعمل المصاب علي ويجاهد للتكيف مع صدمته وينتابه الحزن والقلق والتوتر الشديد بالأضافة الي شعوره بالذنب.
مرحلة الإنكار:
تعد هذه من المراحل الصعبة ايضاً ان الشخص المصاب يحاول ان ينسي الذكريات المؤلمة وتجنب مشاعره ولكن يحدث ذلك بدون وعيه مما قد يجعله يستخدم العديد من الطرق الغير مشروعة لتجاوزه الحزن والألم مثل شرب الكحوليات وتعاطي المخدرات.
مرحلة التعافي قصير المدى:
في بداية هذه الفترة يجب ان يوجد العديد من الحلول السهله والسريعة لحل المشاكل ويعمل علي التكيف مع نمط الحياة وأستعادة الأحاسيس والمشاعر بالشخص الطبيعي وقد تستمر الأفكار المؤلمة والكوابيس ويمكنك التعلب عليها بمساعدة الأهل والأصدقاء المقربين منك.
مرحلة التعافي طويل الأمد:
هذه من أكثر المراحل الصعبه التي يحاول المصاب بها ان يتجنب الأثار للصدمه والتي تتمثل في شعوره بالخوف والكوابيس والقلق ويتجه الي الأمور الأيجابية التي تساعده علي تخفيف الأعراض السلبية.
وسوف تتلاشي بمرور الوقت مع بعض الدعم والحب من الأقارب ويمكن ان يسترجع الشخص الحياة الهادئة والمريحة.
أدوية علاج الصدمة النفسية:
يوجد العديد من الأدوية التي تساعدك علي علاج الصدمات النفسية ولكن يجب ان تستشير الطبيب قبل ان تستخدمها مثل:
- كويتابين وزولوفت.
- اريبرازول وباروكستين.
- سيرترالين.
بعض الطرق للتعامل مع الصدمة النفسية:
إليك بعض النصائح الهامة للتعامل مع الصدمة النفسية:
- قبول المشاعر: قم بقبول وتقبل المشاعر التي تنشأ نتيجة الصدمة سواء كانت الحزن أو الغضب أو الخوف أو القلق ولا تحاول قمع تلك المشاعر بل اسمح لنفسك بالشعور بها وتعبير عنها.
- الاعتناء بالراحة النفسية: حاول إيجاد أنشطة تهدئة للعقل والجسد مثل التأمل واليوغا والاسترخاء العميق أو الاستماع إلى الموسيقى المهدئة وقد تساعد هذه الأنشطة في تهدئة الجهاز العصبي وتخفيف التوتر.
- العناية بالجسم: حافظ على نمط حياة صحي وتناول الطعام المتوازن والغذاء الغني بالعناصر الغذائية وقم بممارسة التمارين الرياضية بانتظام وامضِ في نشاطات تساعدك على الاسترخاء وتفريغ الطاقة السلبية.
- البقاء على اتصال الاجتماعي: لا تعزل نفسك بل حاول الحفاظ على الاتصال مع الأصدقاء والعائلة المقربة وقد يكون الحديث عن تجربتك ومشاعرك مع شخص موثوق به مفيدًا للتخفيف من الضغط العاطفي.
- تحديد الأولويات: حاول تحديد الأولويات والتركيز على الأمور الأكثر أهمية في حياتك. قم بتقسيم المهام إلى قطع صغيرة ومنظمة لتسهيل التعامل معها.
- البحث عن الدعم المهني: إذا استمرت الأعراض أو تفاقمت بمرور الوقت فمن المهم طلب المساعدة المهنية واستشر طبيبًا نفسيًا أو مستشارًا نفسيًا متخصص للحصول على الدعم والمشورة المناسبة.
- الاهتمام بالذات: امنح نفسك الرعاية الذاتية اللازمة. خصص وقتًا للقيام بالأنشطة التي تستمتع بها وتشعرك بالراحة والسعادة وقد تشمل ذلك قراءة الكتب المفضلة ممارسة الهوايات أو الاستماع إلى الموسيقى والصبر.