نبي الله سليمان وقصته مختصرة مع الهدهد وملكة سبأ

سيدنا سليمان عليه السلام، هو أحد أنبياء الله تعالى، وابن نبي الله داود عليه السلام، ولد في مدينة القدس، وحكم البلاد بعد وفاة والده. كان سليمان عليه السلام ملكًا عادلًا حكيمًا، وقد أنعم الله عليه بالعديد من النعم، منها: الحكمة والعلم: فقد كان سليمان عليه السلام من أحكم الناس وأعلمهم، وقد علمه الله تعالى كل شيء، قال تعالى: (وَلَقَدْ آتَيْنَا سُلَيْمَانَ حُكْمًا وَعِلْمًا وَفَضَّلْنَاهُ عَلَىٰ بَعْضِ الْعَالَمِينَ) [النمل: 15].

المُلك والسلطان: فقد كان سليمان عليه السلام ملكًا عظيمًا، وقد ملك الأرض كلها، كما كان له جيش كبير من الجن والإنس، قال تعالى: (قَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنَا مَنطِقَ الطَّيْرِ وَأُوتِينَا مِن كُلِّ شَيْءٍ إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ) [النمل: 16]. القدرة على تسخير الجن والإنس والحيوانات: فقد كان سليمان عليه السلام يستطيع أن يأمر الجن والإنس والحيوانات بما يريد، فكان يأمرهم ببناء القصور والمدن، وشق الترع والأنهار، وجمع الحطب والنحاس.

وقد وردت العديد من القصص عن حكمة وعدل سليمان عليه السلام، منها:

  • قصة سليمان عليه السلام مع الهدهد: فقد كان الهدهد من الطيور التي كانت تخدم سليمان عليه السلام، ففقده يومًا ما، فلما عاد إلى سليمان عليه السلام سأله عن سبب غيابه، فأخبره الهدهد أنه رأى قومًا يعبدون الشمس، فكتب سليمان عليه السلام رسالة إلى ملكة سبأ يدعوها إلى الإسلام، فوافقتها ملكة سبأ على الإسلام.
  • قصة سليمان عليه السلام مع النملة: فقد كان سليمان عليه السلام في طريقه إلى سبأ، فرأى نملة صغيرة تخشى أن تدهسها جنود سليمان، فصاحت بالنملة: “يا أيها النمل ادخلو مساكنكم لا يحطمنكم سليمان وجنوده وهم لا يشعرون”. فسمع سليمان ما قالته النملة فتبسم، وشكر الله على نعمته عليه.
  • وقد توفي سليمان عليه السلام بعد أن حكم البلاد أربعين عامًا، وقد خلفه ابنه رحبعام.

قصة سليمان عليه السلام مع بلقيس

كانت ملكة سبأ امرأة جميلة ذكية، وكانت تعبد الشمس، وقد سمع سليمان عليه السلام عنها، فأرسل لها رسالة يدعوها إلى الإسلام، فرفضت ملكة سبأ في البداية، ولكنها وافقت بعد أن رأت من سليمان عليه السلام آيات الله، وشاهدت كيف استطاع سليمان عليه السلام أن يفهم كلام الحيوانات، وأن يأمر الجن والإنس بما يريد.

وبعد أن أعلنت ملكة سبأ إسلامها، أرسلت إلى سليمان عليه السلام هدية كبيرة، فقبل سليمان عليه السلام الهدية، وأمر بلقيس أن تبقى في بلاده حتى يعلمها القرآن الكريم.

وفاة سيدنا سليمان عليه السلام

توفي سيدنا سليمان عليه السلام بعد أن حكم البلاد أربعين عامًا، وقد خلفه ابنه رحبعام.

العبرة من قصة سيدنا سليمان عليه السلام

تتضمن قصة سيدنا سليمان عليه السلام العديد من العبر، منها: أهمية العلم والحكمة في الحكم: فقد كان سليمان عليه السلام ملكًا عادلًا حكيمًا، وقد ساعده علمه وحكمته على إدارة البلاد بحكمة وعدل. أهمية التسامح والعفو: فقد كان سليمان عليه السلام ملكًا متسامحًا، وقد عفا عن ملكة سبأ بعد أن أعلنت إسلامها. أهمية الشكر لله تعالى على النعم: فقد كان سليمان عليه السلام ملكًا شاكرًا لله تعالى على نعمه، وقد أظهر شكره لله تعالى في العديد من المواقف، منها قصة الهدهد والنملة.

قصة سيدنا سليمان مع الهدهد

 

كان سيدنا سليمان عليه السلام ملكًا عادلًا حكيمًا، وكان لديه جيش كبير من الجن والإنس، وكان يأمرهم بما يريد، وكان له أيضًا طيرًا يخدمه، وكان هذا الطير هو الهدهد. ذات يوم، كان سيدنا سليمان عليه السلام يتفقد جيشه من الطيور، فلم يجد الهدهد في مكانه، فغضب سليمان عليه السلام وأمر بقتل الهدهد إذا لم يأتِ إليه في اليوم التالي.

وفي اليوم التالي، عاد الهدهد إلى سليمان عليه السلام، وسأله سليمان عليه السلام عن سبب غيابه، فأخبره الهدهد أنه ذهب إلى بلاد سبأ، ورأى هناك قومًا يعبدون الشمس من دون الله، وأنهم يمتلكون عرشًا عظيمًا مصنوعًا من الذهب الخالص. فغضب سليمان عليه السلام من قوم سبأ، وأمر بكتابة رسالة إلى ملكة سبأ يدعوها إلى الإسلام، وأرسل الرسالة إلى الهدهد ليوصلها إليها.

وذهب الهدهد إلى بلاد سبأ، ووصل إلى قصر ملكة سبأ، وألقى الرسالة إليها، فقرأتها الملكة، وشعرت بالدهشة من قدرة سليمان عليه السلام على فهم كلام الطيور. وقررت الملكة أن تذهب إلى سليمان عليه السلام لتقابله، وأخذت معها هدية كبيرة له، وصلت إلى قصر سليمان عليه السلام، ودخلت عليه.

وقدمت الملكة هديتها إلى سليمان عليه السلام، وشكرها سليمان عليه السلام على الهدية، وبدأ يتحدث إليها عن الإسلام، وعرض عليها الإسلام، فقبلت الملكة الإسلام. وبعد أن أعلنت الملكة إسلامها، تزوج منها سليمان عليه السلام، وعاشوا معًا في سعادة وسلام.

العبرة من القصة

تتضمن قصة سيدنا سليمان مع الهدهد العديد من العبر، منها: أهمية العلم والحكمة في الحكم: فقد كان سليمان عليه السلام ملكًا عادلًا حكيمًا، وقد ساعده علمه وحكمته على إدارة البلاد بحكمة وعدل. أهمية العفو والتسامح: فقد عفا سليمان عليه السلام عن ملكة سبأ بعد أن أعلنت إسلامها. أهمية الشكر لله تعالى على النعم: فقد كان سليمان عليه السلام ملكًا شاكرًا لله تعالى على نعمه، وقد أظهر شكره لله تعالى في العديد من المواقف، منها قصة الهدهد والنملة.

أضف تعليق