الظلم: تعريفه وأنواعه وأسبابه ونتائجه الظلم لغةً يعني الجور والاعتداء على الحقوق، أما اصطلاحًا فهو وضع الشيء في غير موضعه. والظلم هو نقيض العدل، وهو من أخطر الآفات التي تهدد المجتمعات، وتؤدي إلى تفشي الفوضى والفساد.
أنواع الظلم
يمكن تقسيم الظلم إلى عدة أنواع، منها:
- ظلم الإنسان لنفسه: وهو أن يظلم الإنسان نفسه بارتكاب المعاصي والذنوب، أو بالسعي وراء الشهوات دون مراعاة حدود الله تعالى.
- ظلم الإنسان للآخرين: وهو أن يظلم الإنسان غيره بالاعتداء على حقوقه، أو بالتسبب في إيذائه أو أذيته.
أسباب الظلم
للظلم أسباب عديدة، منها:
- الشيطان: فهو يسعى إلى إغواء الناس ودفعهم إلى الظلم، قال تعالى: “وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدْتُكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلَّا أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلَا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ مَا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنْتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِي مِنْ قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ” (إبراهيم: 22).
- حب الدنيا وزينتها: فيسعى الإنسان إلى تحقيق أهدافه الدنيوية دون مراعاة حقوق الآخرين، مما قد يؤدي إلى الظلم.
- ضعف الوازع الديني: فالإنسان الذي لا يخشى الله تعالى ولا يهتم بأمر الآخرة، يكون أكثر عرضة للظلم.
نتائج الظلم
للظلم نتائج وخيمة على الفرد والمجتمع، منها:
- تمزيق المجتمع وانتشار الفوضى والفساد: فالظلم يؤدي إلى إثارة الفتن والنزاعات بين الناس، مما يؤدي إلى تفكك المجتمع.
- انتشار الخوف والرعب بين الناس: فالظالم ينشر الخوف والرعب بين الناس، مما يحد من حريتهم ويمنعهم من المطالبة بحقوقهم.
- ضياع الحقوق وظلم الناس: فالظلم يؤدي إلى ضياع حقوق الناس وظلمهم، مما يتسبب في معاناتهم وضياع مستقبلهم.
طرق مقاومة الظلم
هناك عدة طرق يمكن من خلالها مقاومة الظلم، منها:
- الالتزام بالدين والأخلاق: فالالتزام بالدين والأخلاق يساعد على ترسيخ قيم العدل والرحمة في المجتمع، مما يحد من انتشار الظلم.
- التوعية المجتمعية: من خلال نشر الوعي المجتمعي بمخاطر الظلم وآثاره السلبية، يمكن الحد من انتشاره.
- التمسك بحقوق الإنسان: فالتمسك بحقوق الإنسان وتعزيزها يساعد على حماية الناس من الظلم.
- المطالبة بحقوق الناس: على الناس أن يطالبوا بحقوقهم بشكل سلمي وحضاري، وذلك من خلال المؤسسات والوسائل القانونية المتاحة.
الظلم آفة خطيرة تهدد المجتمعات، ولا بد من العمل على مقاومتها بكل الطرق الممكنة، وذلك من خلال الالتزام بالدين والأخلاق، والتوعية المجتمعية، والتمسك بحقوق الإنسان، والمطالبة بحقوق الناس.
أشعار عن الظلم
بَلَوتُ بَني الدُنيا فَلَم أَرى فيهُمُ
سِوى مَن غَدا وَالبُخلُ مِلءَ إِهابِهِ
فَجَرَّدتُ مِن غَمدِ القَناعَةِ صارِماً
قَطَعتُ رَجائي مِنهُمُ بِذُبابِهِ
فَلا ذا يَراني واقِفاً في طَريقِهِ
وَلا ذا يَراني قاعِداً عِندَ بابِهِ
غَنيٌّ بِلا مالٍ عَنِ الناسِ كُلِّهِم
وَلَيسَ الغِنى إِلّا عَنِ الشَيءِ لا بِهِ
إِذا ما ظالِمُ استَحسَنَ الظُلمَ مَذهَباً
وَلَجَّ عُتُوّاً في قَبيحِ اِكتِسابِهِ
فَكِلهُ إِلى صَرفِ اللَيالي فَإِنَّها
سَتُبدي لَهُ ما لَم يَكُن في حِسابِهِ
فَكَم قَد رَأَينا ظالِماً مُتَمَرِّداً
يَرى النَجمَ تيهاً تَحتَ ظِلِّ رِكابِهِ
فَعَمَّا قَليلٍ وَهُوَ في غَفَلاتِه
أَناخَت صُروفُ الحادِثاتِ بِبابِهِ
فَأَصبَحَ لا مالٌ لَهُ وَلا جاهٌ يُرتَجى
وَلا حَسَناتٌ تَلتَقي في كِتابِهِ
وَجوزِيَ بِالأَمرِ الَّذي كانَ فاعِلاً
وَصَبَّ عَلَيهِ اللَهُ سَوطَ عَذابِهِ
إِذا ما الظلومُ استَحسَنَ الظُلمَ مَذهَباً
وَلَجَّ عُتُوّاً في قَبيحِ اِكتِسابِهِ
فَكِلهُ إِلى صَرفِ اللَيالي فَإِنَّها
سَتُبدي لَهُ ما لَم يَكُن في حِسابِهِ
فَكَم قَد رَأَينا ظالِماً مُتَمَرِّداً
يَرى النَجمَ تيهاً تَحتَ ظِلِّ رِكابِهِ
فَعَمَّا قَليلٍ وَهُوَ في غَفَلاتِهِ
أَناخَت صُروفُ الحادِثاتِ بِبابِهِ
فَأَصبَحَ لا مالٌ لَهُ وَلا جاهٌ يُرتَجى
وَلا حَسَناتٌ تَلتَقي في كِتابِهِ
قصائد قصيرة في الظلم
قال أبو الأسود الدؤلي:
إذا كنت مظلوما فلا تلف راضيا ** عن القوم حتى تأخذ النصف واغضب
وإن كنت أنت الظالم القوم فاطرح ** مقالتهم واشغب بهم كل مشغب
وقارب بذي جهل وباعد بعالم ** جلوب عليك الحق من كل مجلب
وإن حدبوا فاقعس وإن تقاعسوا ** لينتزعوا ما خلف ظهرك فاحدب
وقال المتنبي:
والظلم من شيم النفوس فإن تجد ** ذا عفة فلعلة لا يظلم
وقال أيضًا:
وأظلم أهل الظلم من بات حاسدا ** لمن بات في نعمائه بتقلب
وقال أبو العلاء المعري:
يتشبه الطاغي بطاغ مثله ** وأخو السعادة بينهم من يسلم
وقال أيضًا:
وأيسر من ركوب الظلم جهلا ** ركوبك في مآربك الظلاما
وقد يبغي السلامة مستجير ** فيترك من مخافته السلاما
وقال أيضًا:
والظلم يمهل بعض من يسعى له ** ومحل نقمته بنفس الظالم
وقال أيضًا:
لا شيء في الجو وآفاقه ** أصعد من دعوة مظلوم
وقال أيضًا:
كم ظلم الأقوام أمثالهم ** ثمت بادوا فمتى يلتقون
وقال عدنان مردم بك:
ليس الضراوة في دم متصبب ** ينهل منهمرا كصوب رباب
إن الضراوة في امتهان كرامة ** أو في امتهان شريعة الآداب
وقال أيضًا:
شر المصائب ما جنته يد ** لم يثنها عن ظلمها رحم
والعار حي لا يموت إذا ** قدم الزمان وبادت الأمم
إن الخيانة ليس يغسلها ** من خاطئ دمع ولا ندم
وقال طلحة بن عبيد الله:
فلا تعجل على أحد بظلم ** فإن الظلم مرتعه وخيم
ولا تفحش وإن مليت غيظا ** على أحد فإن الفحش لوم
ولا تقطع أخا لك عند ذنب ** وإن الذنب يغفره الكريم
ولكن داو عوراه برقع ** كما قد يرقع الخلق القديم
ولا تجزع لريب الدهر واصبر ** فإن الصبر في العقبى سليم
فما جزع بمغن عنك شيئا ** ولا ما فات ترجعه الهموم
وقال أسامة بن منقذ:
أهلكت نفسك يا ظلوم ** بما ادخرت من المظالم
أظننت أن المال لا ** يفنى وأن الملك دائم
هيهات أنت وما جمعت ** كلاكما أحلام نائم
تفنى ويفنى والذي ** يبقى الخطايا والمآثم
وقال أيضًا:
أيها الظالم مهلا ** أنت بالحاكم غر
كل ما استعذبت من ** جورك تعذيب وجمر
ليس يلقى دعوة المظلوم ** دون الله ستر
فخف الله فما يخفى ** عليه منه سر
يجمع الظالم والمظلوم ** بعد الموت حشر
حيث لا يمنع سلطان ** ولا يسمع عذر
أو ما ينهاك عن ظلمك ** موت ثم قبر
بعض ما فيه من الأهوال ** فيه لك زجر
لا بد من العمل على مقاومة الظلم بكل الطرق الممكنة، وذلك من خلال الالتزام بالدين والأخلاق، والتوعية المجتمعية، والتمسك بحقوق الإنسان، والمطالبة بحقوق الناس. وهناك عدة طرق يمكن من خلالها مقاومة الظلم، منها: الالتزام بالدين والأخلاق: فالالتزام بالدين والأخلاق يساعد على ترسيخ قيم العدل والرحمة في المجتمع، مما يحد من انتشار الظلم.
التوعية المجتمعية: من خلال نشر الوعي المجتمعي بمخاطر الظلم وآثاره السلبية، يمكن الحد من انتشاره، التمسك بحقوق الإنسان: فالتمسك بحقوق الإنسان وتعزيزها يساعد على حماية الناس من الظلم. المطالبة بحقوق الناس: على الناس أن يطالبوا بحقوقهم بشكل سلمي وحضاري، وذلك من خلال المؤسسات والوسائل القانونية المتاحة. إن مقاومة الظلم واجب على كل إنسان، وذلك من أجل بناء مجتمع عادل ينعم فيه الناس بالعدل والأمن والاستقرار.