الإمام الشافعي هو محمد بن إدريس الشافعي المطلبي القرشي، ولد سنة 150 هـ الموافق 767 م في غزة بفلسطين، ونشأ في مكة المكرمة وتعلم بها، ثم انتقل إلى المدينة المنورة وتلقى فيها العلم عن الإمام مالك بن أنس، وهو مؤسس المذهب المالكي في الفقه الإسلامي.
تنقل الشافعي في طلب العلم بين مكة والمدينة وبغداد ودمشق، ودرس على يد العديد من العلماء، منهم الإمام مالك بن أنس وأبو حنيفة النعمان وأحمد بن حنبل، كان الشافعي عالمًا فذًا، صاحب عقل راجح، وفهم عميق، وقدرة على الاستنباط والإبداع، وقد ساهم إسهامًا كبيرًا في تطوير الفقه الإسلامي، ووضعه على أسس علمية متينة.
ألف الشافعي العديد من الكتب، منها:
- الرسالة: وهي أشهر كتبه، وتعد من أهم المصادر في الفقه الإسلامي.
- الأم: وهي موسوعة فقهية ضخمة، جمع فيها الشافعي آرائه الفقهية.
- الوسيط: وهو كتاب في الفقه المقارن.
أهمية الإمام الشافعي في الإسلام
يعد الإمام الشافعي أحد أئمة أهل السنة والجماعة، وأحد أهم مؤسسي المذاهب الفقهية الأربعة، وهو صاحب المذهب الشافعي الذي يعد من أكثر المذاهب الفقهية انتشارًا في العالم الإسلامي. وقد ساهم الشافعي إسهامًا كبيرًا في تطوير الفقه الإسلامي، ووضعه على أسس علمية متينة، كما كان له دورًا بارزًا في نشر العلم والمعرفة بين المسلمين.
وفيما يلي بعض من أهم إنجازات الشافعي:
- وضع أسس المنهج الاستقرائي في استنباط الأحكام الشرعية.
- جمع شتات المذاهب الفقهية السابقة، ووضعها في إطار نظامي متماسك.
- أدخل العديد من القواعد والأصول الفقهية الجديدة إلى الفقه الإسلامي.
- ألّف العديد من الكتب الفقهية التي تعد من أهم المصادر في الفقه الإسلامي.
- لقد كان الإمام الشافعي من أعظم علماء الإسلام، وأثرت أفكاره ومؤلفاته بشكل عميق على الفقه الإسلامي، وساهمت في تطويره وتقدمه، توفي الشافعي سنة 204 هـ الموافق 820 م في مصر، ودفن في القاهرة.
أشعار الشافعي عن الصبر
يعد الصبر من أهم الصفات التي يجب أن يتحلى بها المسلم، فهو مفتاح الفرج، وطريق النجاة من المصائب، وقد حث الله تعالى عباده على الصبر في العديد من الآيات القرآنية، كما أثنى على الصابرين في العديد من الأحاديث النبوية. ولقد كان الإمام الشافعي من أعظم الشعراء الذين نظموا في الصبر، وقد نظم العديد من القصائد التي تحث على الصبر، وتبين فضله وفوائده.
من أشهر قصائد الشافعي في الصبر:
**قصيدة ** “دع الأيام تفعل ما تشاء”
دع الأيام تفعل ما تشاء
وطب نفساً إذا حكم القضاء
ولا تك في حرص تعجل الرزايا
لعل الله يُبدي لك غُدُوًا فرَجًا
**قصيدة ** “صبراً على ريب الزمان”
صبراً على ريب الزمان فما الدهر إلا خدعة
وما الحياة إلا رحلة
وإنما الدنيا دار طرب
وما الدنيا إلا مسرحة
**قصيدة ** “صبراً على قضاء الله”
صبراً على قضاء الله ماضٍ
وأبشر بخيرٍ يأتيك قادمُ
واصبر على صبرك ماضٍ
وأبشر بصبرك ماضٍ
**قصيدة ** “صبراً يا قلب”
صبراً يا قلب فإن أمر الله نافذٌ
ولا يرد القضاء إلا القضاء
صبراً يا قلب فإن الأمور بقدرٍ
ولا يرد القدر إلا الصبر
قصائد أخرى
ولقد نظم الشافعي العديد من القصائد الأخرى في الصبر، ومنها:
صبراً يا قلب على قضاء الله
صبراً على هِجرانك فما أنت إلا حبيب
صبراً على مر الأيام
صبراً على ظلم الزمان
فوائد الصبر
للصبر العديد من الفوائد، منها:
يدفع البلاء: الصبر من أسباب دفع البلاء ورفع المصائب، قال تعالى: {وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ}.
يُقرب من الله تعالى: الصبر من أحب الأعمال إلى الله تعالى، قال تعالى: {وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زَادَ فَلَهُ زِيَادَةٌ}.
يُوجب الأجر والثواب: الصبر يُوجب الأجر والثواب العظيم من الله تعالى، قال تعالى: {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ ه
أشعار الشافعي عن الأخلاق
يعد الإمام الشافعي من أعظم الشعراء الذين نظموا في الأخلاق، وقد نظم العديد من القصائد التي تحث على التحلي بالأخلاق الفاضلة، وتبين أهمية الأخلاق في بناء المجتمع.
من أشهر قصائد الشافعي في الأخلاق:
**قصيدة ** “إذا شئت أن تحيا سليماً من الأذى”
إذا شئت أن تحيا سليماً من الأذى
وأن تحظى بعيش هنيء طيب
فأصلح من أخلاقك وارعِ مهجتك
واجعل نفسك في الناس كالحبيب
**قصيدة ** “إذا المرء لم يصلح أخلاقه”
إذا المرء لم يصلح أخلاقه
فكل خلقٍ له ممقوت
وإن بدا حسناً في عين الناس
فإنه في نظر الله مكروه
**قصيدة ** “الناس بالأخلاق تدينون”
الناس بالأخلاق تدينون
وليسوا بالدعاوى والأسماء
فإن أحسنوا فحسنوا لأنفسهم
وإن أساؤوا فساءوا على أنفسهم
قصائد أخرى
ولقد نظم الشافعي العديد من القصائد الأخرى في الأخلاق، ومنها:
الأخلاق أساس السعادة
الأخلاق ميزان المجتمع
الأخلاق سبيل النجاة
أشعار الشافعي عن الدنيا
يعد الإمام الشافعي من أعظم الشعراء الذين نظموا في الدنيا، وقد نظم العديد من القصائد التي تتحدث عن حال الدنيا، وسرعة زوالها، وضرورة الاستعداد للآخرة.
من أشهر قصائد الشافعي في الدنيا:
**قصيدة ** “دع الأيام تفعل ما تشاء”
دع الأيام تفعل ما تشاء
وطب نفساً إذا حكم القضاء
ولا تك في حرص تعجل الرزايا
لعل الله يُبدي لك غُدُوًا فرَجًا
**قصيدة ** “يا من يعانق دنيا لا بقاء لها”
يا من يعانق دنيا لا بقاء لها
ألا يا أخي بادر بتركها
فما الدنيا إلا حلمٌ زائل
وما العمر إلا ساعةٌ تغفلها
**قصيدة ** “الدنيا دار غرور”
الدنيا دار غرورٍ من ذا يزورها
إلا ذا حرصٍ أو ذا فجور
تغري بزخارفٍ ثم تذهب بها
كما ذهبت بأهلها من قبلها
قصائد أخرى
ولقد نظم الشافعي العديد من القصائد الأخرى في الدنيا، ومنها:
- الدنيا دار زوال
- الدنيا دار مكر
- الدنيا دار ضياع
موقف الشافعي من الدنيا
كان الشافعي يرى أن الدنيا دار غرور وفتنة، وأنها لا تستحق أن ينشغل بها الإنسان، بل يجب عليه أن يحرص على الاستعداد للآخرة، التي هي دار البقاء والنعيم. ولذلك كان الشافعي زاهدًا في الدنيا، لا يحرص على جمع المال أو الجاه، بل كان همه منصوبًا على طلب العلم، ونشره بين الناس، والعمل الصالح، الذي ينفعه في الآخرة. ولقد عبر الشافعي عن موقفه من الدنيا في العديد من قصائده، ومنها قصيدة “دع الأيام تفعل ما تشاء”، التي تعد من أشهر قصائده، والتي تحث على الزهد في الدنيا، والاستعداد للآخرة.