حديث احفظ الله يحفظك: وصية نبوية عظيمة، حديث “احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله لك” حديث نبوي عظيم، يُعد من أعظم الوصايا التي أرشد إليها النبي صلى الله عليه وسلم.
أهمية الحديث
يتضمن هذا الحديث عدة فوائد وأهمية، منها:
التأكيد على أهمية الإيمان بالله تعالى، وأداء فرائضه، واجتناب محارمه.
الحث على حسن الخلق مع الله تعالى، وذلك باتباع أوامره، واجتناب نواهيه.
الوعد بالحفظ والرعاية من الله تعالى لمن يحفظه، وذلك باتباع أوامره واجتناب نواهيه.
شرح الحديث
يقول النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث: “احفظ الله يحفظك” أي: احفظ حدود الله تعالى، واحرص على أداء فرائضه، واجتناب محارمه، فإن الله تعالى سيحفظك من كل سوء، ويُجنبك كل شر. ويقول أيضًا: “احفظ الله تجده تجاهك” أي: إذا حفظت حدود الله تعالى، واحرصت على طاعته، فإنك ستجده معك في كل وقت وحين، يرعاك ويحفظك.
ويقول أيضًا: “إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله” أي: إذا أردت شيئًا، أو احتجت إلى مساعدة، فتوجه إلى الله تعالى بالدعاء، وسأله ما تريد، فإنه سبحانه سيُجيبك ويُعطيك ما تريد. ويقول أيضًا: “واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله لك” أي: لا تعتمد على أحد سوى الله تعالى، ولا تتوقع نفعًا أو ضرًا إلا منه سبحانه، فإن ما كتبه الله تعالى لك لا يرده أحد، وما كتبه الله تعالى عليك لا يدفعه أحد.
تطبيقات الحديث في حياتنا
يمكننا تطبيق هذا الحديث في حياتنا اليومية من خلال عدة أمور، منها:
- الحرص على أداء الصلاة في أوقاتها، وقراءة القرآن الكريم، وإخراج الزكاة، وأداء الحج والعمرة، وغير ذلك من العبادات والطاعات.
- الابتعاد عن المحرمات، كالكذب، والغش، والخيانة، وغير ذلك.
- التعامل مع الناس بالحسنى، والابتعاد عن الظلم والعدوان.
- الدعاء إلى الله تعالى في كل وقت وحين، والتوجه إليه بالسؤال والطلب.
حديث “احفظ الله يحفظك” حديث عظيم، يُعد من أعظم الوصايا التي أرشد إليها النبي صلى الله عليه وسلم. فمَن حفظ الله تعالى، واتبع أوامره، واجتناب نواهيه، فإنه سيجد الله تعالى معه في كل وقت وحين، يرعاه ويحفظه.
قصة حديث احفظ الله يحفظك
ورد هذا الحديث في صحيح مسلم، عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
“احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله لك”.
وسبب هذا الحديث هو أن النبي صلى الله عليه وسلم أراد أن يرشد المسلمين إلى أهمية حفظ الله تعالى، وأهمية اتباع أوامره واجتناب نواهيه. فمَن حفظ الله تعالى حفظه الله تعالى من كل سوء، ورعاه، ونجى من كل شر.
حديث احفظ الله يحفظك كامل بالتشكيل
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “احْفَظِ اللَّهَ يَحْفَظْكَ، احْفَظِ اللَّهَ تَجِدْهُ تُجَاهَكَ، إِذَا سَأَلْتَ فَاسْأَلِ اللَّهَ، وَإِذَا اسْتَعَنْتَ فَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ، وَاعْلَمْ أَنَّ الأمَّةَ لَوِ اجْتَمَعَتْ عَلَى أَنْ يَنْفَعُوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَنْفَعُوكَ إِلَّا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ لَكَ، وَلَوِ اجْتَمَعُوا عَلَى أَنْ يَضُرُّوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَضُرُّوكَ إِلَّا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ عَلَيْكَ، رُفِعَتِ الأقلامُ وَجَفَّتِ الصُّحُفُ”.
احفظ الله يحفظك راوي الحديث
راوي حديث “احفظ الله يحفظك” هو الصحابي الجليل أبو هريرة رضي الله عنه، وهو من أكثر الصحابة الذين رووا الأحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم، فقد روى عنه أكثر من خمسة آلاف حديث. وقد ورد هذا الحديث في صحيح مسلم، وصحيح البخاري، وهما من أصح كتب السنة النبوية، ومعنى الحديث هو أن من حفظ حدود الله تعالى، واتبع أوامره، واجتناب نواهيه، فإنه سيجد الله تعالى معه في كل وقت وحين، يرعاه ويحفظه.
ابي هريرة رضي الله عنه
أبو هريرة رضي الله عنه هو الصحابي الجليل، وحامل لواء الحديث، وأحد أشهر رواة الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم. ولد أبو هريرة رضي الله عنه في قرية “أبا وَرَة” في بلاد الشام، في عام 21 قبل الهجرة، ونشأ في أسرة فقيرة، وكان يعمل في رعي الغنم.
أسلم أبو هريرة رضي الله عنه في السنة السابعة للهجرة، وهاجر إلى المدينة المنورة، ولازم النبي صلى الله عليه وسلم، فسمع منه الكثير من الأحاديث، وحفظها عن ظهر قلب.
كان أبو هريرة رضي الله عنه من أكثر الصحابة الذين رووا الأحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم، فقد روى عنه أكثر من خمسة آلاف حديث، ولذلك لقب بـ”حامل لواء الحديث”. وقد كان أبو هريرة رضي الله عنه من أحرص الصحابة على حفظ الحديث، وكان يحرص على حضور مجالس النبي صلى الله عليه وسلم، ويحرص على سؤال الصحابة عن الأحاديث التي لم يسمعها من النبي صلى الله عليه وسلم.
أخلاقه وصفاتُه
كان أبو هريرة رضي الله عنه من أفاضل الصحابة، وكان يتصف بالعديد من الصفات الحميدة، منها:
الصدق والأمانة
الحلم والأناة
الكرم والسخاء
الجود والإحسان
الحرص على العلم والمعرفة
توفي أبو هريرة رضي الله عنه في المدينة المنورة، في عام 58 هـ، عن عمر يناهز 77 عامًا، وقد صلى عليه الصحابة، ودفنه أبو سعيد الخدري رضي الله عنه، كان أبو هريرة رضي الله عنه من أحب الصحابة إلى قلب النبي صلى الله عليه وسلم، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يثني عليه كثيرًا، ويدعو له بالخير.
وقد كان أبو هريرة رضي الله عنه من أعظم الصحابة، ومن أكثرهم نفعًا للإسلام والمسلمين، فقد حفظ الكثير من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم، ونقل لنا هذا التراث العظيم، الذي يُعد مصدرًا أساسيًا للأحكام الشرعية، ولمعرفة سيرة النبي صلى الله عليه وسلم.