الدعاء هو عبادة من العبادات التي أمر الله بها عباده، ودعاهم إلى الإكثار منه، لما له من أهمية كبرى في حياة المسلم، في الدنيا والآخرة. للدعاء أهمية كبرى في الدنيا، فهو سبب من أسباب جلب النفع، ودفع الضر، وتحقيق المراد، ومن ذلك:
دفع البلاء ورفع المصائب: الدعاء من أعظم الأسباب التي تدفع البلاء ورفع المصائب عن الناس، قال تعالى: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ}.
تحقيق الرغبات: الدعاء من أسباب تحقيق الرغبات، قال تعالى: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ}.
الفوز بالخير والرزق: الدعاء من أسباب الفوز بالخير والرزق، قال تعالى: {وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ}.
التقرب إلى الله تعالى: الدعاء من أعظم أسباب التقرب إلى الله تعالى، قال تعالى: {وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ}.
أهمية الدعاء في الآخرة
للدعاء أهمية كبرى في الآخرة، فهو سبب من أسباب الفوز بالجنة، ونيل الأجر والثواب العظيم، ومن ذلك:
دخول الجنة: الدعاء من أسباب دخول الجنة، قال تعالى: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ}.
نيل الأجر والثواب العظيم: الدعاء من أسباب نيل الأجر والثواب العظيم، قال تعالى: {وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ}.
آداب الدعاء
للدعاء آداب يجب على المسلم أن يراعيها عند دعائه، ومن هذه الآداب:
- الإخلاص لله تعالى: يجب أن يكون الدعاء خالصًا لله تعالى، بعيدًا عن الرياء والسمعة.
- حضور القلب: يجب أن يكون الدعاء مصحوبًا بحضور القلب، والتضرع إلى الله تعالى.
- البدء بالثناء على الله تعالى، والصلاة والسلام على النبي صلى الله عليه وسلم: يجب أن يبدأ الدعاء بالثناء على الله تعالى، والصلاة والسلام على النبي صلى الله عليه وسلم.
- الدعاء بما ينفع العبد في الدنيا والآخرة: يجب أن يكون الدعاء بما ينفع العبد في الدنيا والآخرة، بعيدًا عن المسائل المبتدعة.
- عدم الاستعجال في الإجابة: يجب أن لا يستعجل المسلم في الإجابة، فالله تعالى يجيب دعوة عباده في الوقت الذي يرى فيه أنه خير لهم.
الدعاء عبادة عظيمة، لها أهمية كبرى في حياة المسلم، في الدنيا والآخرة، ومن أعظم العبادات التي أمر الله بها عباده، ودعاهم إلى الإكثار منها، ولذلك يجب على المسلم أن يحرص على الدعاء في كل وقت، وأن يراعي آداب
أدعية من القرآن الكريم
وردت في القرآن الكريم العديد من الأدعية، منها:
- دعاء الفاتحة: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ * صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ}.
- دعاء الهم والحزن: {قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ}.
- دعاء المغفرة: {رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ}.
- دعاء الرزق: {رَبَّنَا أَنْزِلْ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنَ السَّمَاءِ تَكُونُ لَنَا عِيدًا لِأَوَّلِنَا وَآخِرِنَا وَآيَةً مِنْكَ وَارْزُقْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ}.
- دعاء النصر: {رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ}.
- دعاء التوفيق: {رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ}.
- دعاء الاستعاذة: {رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ * وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ}.
هذه مجرد أمثلة من الأدعية الواردة في القرآن الكريم، والتي يمكن للمسلم أن يدعو بها في جميع الأوقات.
أدعية من السنة النبوية
وردت في السنة النبوية العديد من الأدعية، منها:
- دعاء الاستفتاح: “اللهم باعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب، اللهم نقني من خطاياي كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس، اللهم اغسلني من خطاياي بالماء والثلج والبرد”.
- دعاء القنوت: “اللهم إني أسألك بحق السائلين عليك، وبحق محمد المبعوث إليك، أن تجعلنا من عبادك الصالحين، وأن ترزقنا من فضلك الحلال الطيب، وأن تحرم علينا حرامك الخبيث، وأن توفقنا لأداء فرائضك، وشكر نعمائك، وحسن عبادتك، وأن تتوب علينا إنك أنت التواب الرحيم”.
- دعاء الصباح: “اللهم بك أصبحنا، وبك أمسينا، وبك نحيا، وبك نموت، وإليك المصير”.
- دعاء المساء: “اللهم أمسينا وأمسى الملك لله، والحمد لله، لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، رب أسألك خير ما في هذه الليلة وخير ما بعدها، وأعوذ بك من شر ما في هذه الليلة وشر ما بعدها، رب أعوذ بك من الكسل وسوء الكبر، رب أعوذ بك من عذاب في النار وعذاب في القبر”.
- دعاء الهم والحزن: “اللهم إني عبدك، وابن عبدك، وابن أمتك، ناصيتي بيدك، ماض في حكمك، عدل في قضاؤك، أسألك بكل اسم هو لك، سميت به نفسك، أو أنزلته في كتابك، أو علمته أحدا من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك، أن تجعل القرآن ربيع قلبي، ونور صدري، وجلاء حزني، وذهاب همي”.
- دعاء المغفرة: “اللهم اغفر لي ذنبي كله، دقه وجله، وأوله وآخره، وعلانيته وسره، اللهم إني أستغفرك من كل ذنب أذنبته، أو إثم أذنبته، أو ظلم ظلمته، أو قبيح فعلته، أو حسنة تركتها، من كبر أو كذب أو حسد أو غش أو نمامة أو كبر أو فخر أو بطر أو رياء أو سمعة أو أي ذنب كان، فاغفر لي إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت”.
- دعاء الرزق: “اللهم ارزقني رزقا حلالا طيبا، واسقنا من بركات السماء، وبارك لنا في ثمرات الأرض، وجعلنا من عبادك الصالحين”.
- دعاء النصر: “اللهم أنزل علينا صبرا، وثبت أقدامنا، وانصرنا على القوم الكافرين”.
- دعاء التوفيق: “اللهم وفقني لما تحبه وترضاه، وخذ بناصيتي إلى البر والتقوى، وجنبني الفواحش والمنكرات، ووفقني لعمل صالح ينفعني وينفع المسلمين”.
- دعاء الاستعاذة: “اللهم إني أعوذ بك من الشيطان الرجيم، من همزه، ومن نفخه، ومن سخطه”.
هذه مجرد أمثلة من الأدعية الواردة في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة ، والتي يمكن للمسلم أن يدعو بها في جميع الأوقات. الدعاء عبادة عظيمة، لها أهمية كبرى في حياة المسلم، في الدنيا والآخرة، ومن أعظم العبادات التي أمر الله بها عباده، ودعاهم إلى الإكثار منها، ولذلك يجب على المسلم أن يحرص على الدعاء في كل وقت، وأن يراعي آداب الدعاء، لا تتركوا هذه العبادة ابداً يا احبائي، فالمسلم بحاجة دائماً الي اللجوء الي الله عز وجل في كل امر من امور حياته واخرته .